يبدو أن عاصفة الزلازل التي تهز الكوكب من مشرقه لمغربه لم تتوقف بعد.. ففي جنوب مصر الأرض تحركت تحت أقدام أهالي محافظة أسوان، زلازل على عمق 10 كيلومترات، زلزال يحرك الجبال، ويبث الرعب في القلب، فما هو تأثير هذا الزلزال علي السد العالي، وهل تمتد آثاره إلى سد النهضة؟
ضرب هزة أرضية صباح اليوم الأربعاء جمهورية مصر العربية، على بعد 17 كيلومترا شمال شرق أسوان في صعيد مصر دون أن يسفر عن وقوع أي خسائر بشرية أو مادية.
وكشف المعهد المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن وقوع زلزال بقوة 4 درجات بمقياس ريختر، على بعد 17 كيلومترا شمال شرق أسوان.
كما كشف المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل إن مصر تعرضت لزلزال على عمق واحد كيلو مترًا، في الساعة الواحدة و9 دقائق و3 ثوانٍ.
من جهته اكد الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن وجود توابع صغيرة وغير محسوسة نتيجة زلزال أسوان الذي وقع قبل فجر اليوم الأربعاء، شرق أسوان.لكنه وجه رسالة طمأنينة إلى المصريين، بأن المنطقة آمنة وليس بها نشاط زلزالي يقلق.
ويأتي الزلزال اليوم استمرارا للعاصفة الزلزالية التي تضرب عدة مناطق بالكوكب.. ما يثير مخاوف الكثير لا سيما بعد زلزال الإثنين الأسود الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير الماضي.
وخلال الفترة الأخيرة شهدت مصر هزات أرضية تتراوح قوتها ما بين ضعيفة و متوسطة القوة، ولكن في عام 1992 تعرضت الى زلزال بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر نتج عنه عن رحيل قرابة 500 شخص.
لكن في ظل وقوع الزلزال الجديد على بعد مسافة قليلة من السد العالي.. يتساءل الجميع عن مدى تأثيره على جسم السد..
في وقت سابق، صرح محمد شحاتة، رئيس هيئة السد العالي في مصر، خلال تصريحات صحفية، بأن السد العالي يتعرض لأكثر 20 زلزالاً شهرياً، يجري رصد هذه الزلازل بواسطة 13 محطة لرصد الزلازل المنتشرة بالمنطقة.
لكن تلك الزلازل التي يتم رصدها لا تؤثر على جسم السد، ويرجع ذلك إلى أن السد العالي يتكون من صخور ركامية، والتي تجعل لديه القدرة على تحمل زلزال بقوة 8 ريختر على مقياس ريختر، مؤكداً أن السد العالي آمن بنسبة 96%، وأن معدل الأخطار أقل من المعدلات المسموح بها طبقا للمعايير العالمية.
كما أشار الدكتور شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، خلال تصريحات صحفية لشبكة لـCNN بالعربية، إن موقع مصر الجغرافي يجعلها بعيدة عن حزام الزلازل الموجودة في تركيا أو المارة في البحر المتوسط، والذي يمر من في القوس الهليني والقبرصي،
حيث أنهما يبعدان عن الشواطئ المصرية بمسافة 450 كيلو متر، منوها إلى أنه لا يمكن التنبؤ بوقت بحدوث الزلازل في أي منطقة حول مستوى العالم، ولكن وفقا الى الحسابات الاحصائية يمكن تحديد المناطق الأكثر تعرضا لحدوث الزلازل.
وفيما يتعلق بسد النهضة قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، بجامعة القاهرة، إن السد الإثيوبي قريب من منطقة الأخدود الإفريقي العظيم، وهي منطقة شديدة الخطورة حيث أنها تتعرض باستمرار إلى الهزات الأرضية، موضحا أن هذا الأخدود شديد النشاط الزلزالي في شرق القارة الإفريقية وبخاصة إثيوبيا.
وأضاف “شراقي”، أن السدود الضخمة من العوامل الرئيسة التي تشجع حدوث الزلازل بسبب كميات المياه الكبيرة التي يتم تخزينها تسبب زلازل وهي من أحد العوامل الأساسية في أن تشهد المناطق القريبة منها نشاطا للهزات الأرضية، لذلك هناك خطورة على سد النهضة.
ونوه بأن السد العالي يسبب زلازل ولكنها خفيفة بسبب استقرار المنطقة، على عكس تركيا التي هي ملتقى ثلاث فوالق كبيرة، لذلك فمن المتوقع أن يحدث توابع للزلزال في تركيا باعتبارها امتدادا الأخدود الإفريقي.
فهل نشهد حدوث زلزال في الأخدود الإفريقي، بقوة زلزال تركيا الذي راح ضحيته آلاف المواطنين، وهل يتمكن سد النهضة مقاومة تلك الزلازل القوية والصمود أمامها أم أن مصيره الانهيار؟