لا تزال أزمة سد النهضة الإثيوبي تسيطر على الساحة السياسية العربية والافريقية، ففي الوقت الذي سعت فيه مصر بالتعاون مع السودان للتوصل إلى حل سلمي عادل يرضي جميع الأطراف واصلت اثيوبيا عنادها والإصرار على الحلول الأحادية… فما الحديد في الموضوع؟
تطورات جديدة ومفاجئة بشأن سد النهضة الإثيوبي، والملء الثالث للسد كشف عنها الدكتور عباس شراقي، خبير المياه، حيث قال في منشور عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “طبقا للجدول الزمني لسد النهضة فإنه كان من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى من تشغيل أو توربينين على مستوى منخفض (565 م) في نهاية 2014، ولم يعمل منهما سوى التوربين الأول في فبراير 2022، وبعده بحوالي 6 أشهر وتحديدا في 11 أغسطس يوم انتهاء التخزين الثالث بدأ التوربين الثاني، قبل أن تظهر الأقمار الصناعية توقفهما نهاية أغسطس مع شدة الفيضان”
منشور الدكتور عباس شراقي يؤكد وجود أخطاء فنية كبيرة تهدد استمرار العمل بالسد، خاصة وأن صورا سابقة للأقمار الصناعية كشفت مسبقا عن توقف التوربينات الرئيسية للسد، وهو ما دفع العلماء لوضع احتمالات ثلاث وراء تلك الخطوة الإثيوبية المفاجئة.
وكشفت التقارير وقتها أن المياه التي تمر من أعلى الممر الأوسط لـ سد النهضة كان من المتوقع أن تمر خلال التوربين، وبالتالي يجف الممر الأوسط ويتم استكمال الخرسانة به، ولكن ذلك لم يحدث.
واوضحت التقارير أن المياه التي كانت تمر من التوربين ضعيفة جدًا، وهو ما عرقل عملية تشغيله لأكثر من ساعة أو ساعتين فقط في اليوم، ما دفع أديس أبابا لفتح بوابتين لتصريف المياه.
وفي 11 أغسطس الماضي؛ تم فتح التوربين الثاني وتشغيله، ولكن مع ضعف المياه التي تصل إليه هو الآخر؛ لم نر في صور الأقمار الصناعية دلائل على تشغيل التوربينين، بحسب شراقي.
وفي هذا الوقت رأى محللون وخبراء في مجال المياه أن الاحتمال الأكبر في توقف التوربينين، هو أنه في وقت الفيضان؛ تكون المياه محملة بكمية كبيرة من الطمي، وبعض الشوائب، وهذا يعيق عمل التوربين.
لكن أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، رجح أيضًا أن أسباب فشل عمل التوربينات هو عدم وجود شبكة بنية تحتية للربط الكهربائي لنقل الكهرباء التي تتولد من سد النهضة.
حيث يحتاج ذلك إلى إمكانيات كبيرة لعمل شبكة ربط كهربائي كبيرة وقوية، فضلًا عن التكاليف الكبيرة لاتمام ذلك.
وهذا ما جعل إثيوبيا تفكرفي وقت سابق، في تصدير هذه الكهرباء لأنها لا تملك البنية التحتية التي تتحملها.
لكن كانت هناك أزمة أخرى تواجه أديس أبابا، أعاقت أيضًا عملية التصدير.
فكان يتطلب ذلك وجود شبكة ربط كهربائي قوية مع جيران إثيوبيا حتى يتم نقل الكهرباء لهم، إلا أن ذلك لم يتوفر لديهم أيضًا.
مرحلة الملء الثالث التي أعلنت عنها إثيوبيا في وقت لاحق، وفرت ما يساوي 17 مليار متر مكعب من المياه ببحيرة سد النهضة.
وهي كمية ضعيفة جدًا، مقارنة بما تحتاجه تلك التوربينات للعمل بالشكل الأمثل وبطاقتها القصوى، وفقا للقراشي.
الأمر الذي دفع إثيوبيا لإيقاف عمل تلك التوربينات وإعلان فشل عملية تشغيلهم، وبالتالي فقد فقدت إثيوبيا الاستفادة المنشودة من السد.
تأتي تلك الخطوة تأكيدًا لتحذيرات سابقة من وجود مخاطر فنية وإنسانية تتعلق ببناء سد النهضة.
فبرأيك هل فشلت إثيوبيا وانتصر القدر لمصر؟.