بادرة أمل فى الأفق ستظهر حقيقتها خلال أيام قليلة مع انطلاق القمة الإفريقية الأمريكية فى ديسمبر المقبل، لاسيما أن سد النهضة على رأس قائمة جدول أعمال القمة.. فهل ينجح بايدن فى إنهاء أزمة العشرية السوداء؟
يبدو أن كلمة السر ستكون “واشنطن”، لكتابة نهاية فصل طويل استمر أكثر من 10 سنوات من المرواغات الإثيوبية في التهرب من التوقيع على اتفاق ملزم بشأن تشغيل سد النهضة.
فكشفت تقارير صحفية أن الإدارة الأمريكية تعكف على محاولة جديدة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، تحديدًا خلال القمة الأمريكية الإفريقية التي تستضيفها واشنطن، في الفترة من 13
إلى 15 ديسمبر المقبل.
وأوضح دبلوماسي أمريكي، أن إدارة الرئيس جو بايدن “معنية بدرجة كبيرة للتوصل إلى اتفاق ينهي تلك الأزمة، لاسيما أنها بين اثنين من الأطراف التي تعول عليها الإدارة الأمريكية كثيرًا كحلفاء استراتيجيين في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي”.
ويأتي هذا في الوقت الذي قال فيه المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سام ويربرج، إنه يجب أن يكون هناك حل دبلوماسي بين الدول الثلاث، والولايات المتحدة في هذه الإدارة مستعدة لتقديم أي مساعدات سلمية للأطراف الثلاثة، ولدينا المبعوث الخاص الأمريكي “مايك هامر” وهو يزور المنطقة مرارًا وتكرارًا وفي تواصل مع كل الأطراف.
وأضاف “ويربرج” خلال تصريحات تلفزيونية، أن الولايات المتحدة تدرك أهمية مياه النيل للمصريين، ولذلك نقدم كل ما في وسعنا للوصول إلى حل الأزمة.
وكانت تقارير صحفية أكدت فشل المحاولات الرامية لاستنئاف المفاوضات بين مصر وإثيوبيا على هامش قمة المناخ، المنعقدة في مدينة شرم الشيخ المصرية على الرغم من محاولات فرنسية لعقده.
وأكدت أن الفشل فى استئناف المفاوضات يعود إلى تمسك رئيس الحكومة الإثيوبية بحصر أية محادثات أو مفاوضات جديدة بين بلاده من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى، بشأن أزمة السد، على الجوانب السياسية فقط، من دون الحديث عن الجوانب الفنية، التي تعتبر من وجهة نظره أنها حُسمت خلال مفاوضات الفرق الفنية من البلدان الثلاثة خلال جولات سابقة.
ليكون الرفض الإثيوبي الأخير، هو الحلقة الأخيرة من مسلسل الهروب الذي تتبعه أديس أبابا لعدم التوقيع على أي اتفاقات تلزمها بتعديل مسار عملية ملء خزان السد، التي تتم بشكل أحادي يخالف اتفاق المبادئ الموقع بين البلدان الثلاثة.
فعلى مدار أحد عشر عامًا هي عمر الأزمة، خاضت مصر والسودان وإثيوبيا عدة جولات من المفاوضات، منفردة وبرعاية الاتحاد الإفريقي، إلا أن أديس أبابا لم تُبد أي مرونة للحل طوال تلك الفترة، وكان هناك تعنت واضح وعدم قبول لأي حلول مقترحة سواء قدمتها مصر والسودان منفردتين، أو كل على حده، وكذلك لم تقبل الاقتراحات التي قدمها الاتحاد الإفريقي.
كما أن أديس أبابا انسحبت فى عام 2020 من الاتفاق الأقرب الذى كان سيحل الأزمة من جذورها برعاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن طريق توقيع الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا بالأحرف الأولى على اتفاق ملزم بشأن ملء خزان السد على مراحل وعلى آليات لضبط ملئه وتشغيله خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد، لكن إثيوبيا تخلّفت عن الاجتماع، ووقّعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى.
فهل ينجح الرئيس الأمريكى جو بايدن فى إقناع إثيوبيا بالتوقيع على اتفاق ملزم، ويقدم الحل الذي فشل فيه الرئيس السابق دونالد ترامب، ليكون انتصار سياسى له فى وقت صعب يمر به حزبه بعد نتائج انتخابات التجديد النصفى الأخيرة للكونجرس فى مواجهة لجمهوريين؟