رجل المهام المستحيلة، خروجه يعني أن حدثا ضخما سيحدث، الوحيد الذي استطاع السيطرة على إيران، وكان الأول على قائمة جو بايدن، وأرسل بايدن خطابا للكونجرس من أجله.
رجل الأمن الأول بأمريكا جاء إلى الشرق الأوسط يحمل في زيارته سبل لتهدئة الأزمة ومن ثم نهايتها، أو الضوء الأخضر لمواجه عسكرية إقليمية موسعة، يمكن أن تتسع رقعتها لتصبح مواجهة عالمية ثالثة… لا أحد يعرف ما يدور في ذهن الثعلب الأمريكي… فمن هو ويليان بيرنز؟
ويليام بيرنز، مدير وكالة الإستخبارت الأمريكية، ورجل الأمن الأول بالولايات المتحدة الأمريكية، وطأت قدماه منطقة الشرق الأوسط في زيارة تعد الأهم في هذه الفترة ، ليحل ضيف على الدولة المتسببة في أزمة الشرق الأوسط الحالية، معلنا أن محطاته التالية تتضمن دول عربية أهمهما مصر وقطر… فلماذا جاء مدير ال “سي ’ي إيه ” إلى الشرق الأوسط؟
يستهدف بيرنز بالأساس إجراء محادثات مع عدد من القادة ومسؤولي الاستخبارات بتلك الدول التي أعلن عن زيارته لها، تزامن مع مرور شهر على اندلاع أزمة الشرق الأوسط الموجودة على الحدود الشرقية لمصر، التي أودت بحياة ما يزيد عن 10 آلاف شخص، وآلاف من المصابين، وانهيار أحياء بأكملها فوق رؤوس سكانها.
ويرى مراقبون دوليون أن 3 ملفات بارزة ستكون على أولوياته على رأسها إطلاق سراح المحتجزين وفرض هدنة إنسانية، وتجنب اندلاع مواجهة عسكرية إقليمية وشيكة، حيث تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تهدئة الأوضاع بالمنطقة، وحث الطرف الحليف لها على وقف التصعيدات العسكرية، وبذل المزيد من الجهد لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين… ولكن من هو وليام بيرز ولماذا جاء بنفسه إلى الشرق الأوسط؟ وما السر وراء اختياره مصر وقطر؟
اختار الرئيس الأمريكي جو بايدن الدبلوماسي، وليام بيرنز، لشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، وطالب الكونجرس الأمريكي بسرعة الموافقة عليه قبل تصيبه بشكل رسمي، معللا ذلك ثقته في من اختارهم لتأمين الولايات المتحدة الأمريكية.
وقاد بيرنز الوفد الأمريكي في المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما وتوجت تلك المفاوضات باتفاق تاريخي في عام 2015، وشغل قبلها منصب سفير الولايات المتحدة في روسيا والأردن، هو ما جعله الأكثر تأهيلا لقيادة مباحثات السلام مع طرفي الأزمة في الشرق الأوسط، لمعرفة وتدرايته الكبيرة بطبيعة المنطقة.
وتقاعد بيرنز عن العمل في وزارة الخارجية في عام 2014، بعد 33 عاما من الخدمة تحت قيادة رؤساء جمهوريين وديمقراطيين، وارتقى إلى أعلى درجات السلم المهني في الدبلوماسية الأمريكية.
وبحسب “فايننشال تايمز”، فإن الولايات المتحدة تتطلع إلى توسيع تبادل المعلومات الاستخباراتية مع حليفتهم، وتقديم معلومات قد تكون مفيدة حول مواقع المحتجزين.
وبالنسبة لزيارة مدير جهاز الاستخبارات لمصر وقطر ضمن جولته الحالية بالشرق الأوسط، فتأتي هذه الخطوة من معرفة الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الأمنية بالدور التي تقوم به كلا من مصر وقطر، حيث كانت مصر حاضرة منذ اللحظات الأولى للأزمة داعمة لكل محاولة للسلام ووقف التصعيدات علاوة على جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية واستخدام معبر رفح لخروج الأجانب، بجانب محاولات قطر لتهدئة الأوضاع بين طرفي الأزمة.
إن زيارة بيرنز تعد أهم الزيارات التي شهدتها المنطقة منذ بداية الأزمة الحالية، كما تعد رسالة قوية توضح عمق الأزمة وصعوبتها، فيما تحاول أطراف إقليمية عدة السيطرة على تصعيدات الأزمة بلا جدوى على مدار شهر مضى.