تجاوزوا كل معايير الغرابة وأنجبوا على طريقتهم بعد إلغاء دور الرجال.. قبيلة يخرج صغارها مجهولي النسب، وصمتت الأمهات عن النطق بالحقيقة المؤلمة.. ولا يجرؤ كائن على مخالفة الأعراف التي جعلها كبار أبناء القبيلة مقدسة حتى وإن كان في قرارة نفسه رافضا لها. تعالوا نتعرف على سكان تلك المنطقة من العالم.. .
لا يجوز أن يُنسَّب الطفلُ إلى أبيه فلا مكان للرجال ولا دور لهم أما الرجل إن أراد سلاما فعليه أن ينتقل بعد إقرار الزواج رسميا للعيش في منزل الزوجة في هذه المنطقة الغريبة في آسيا.
إنهم أبناء قبيلة «خاسي» حيث لا وجود ولا اعتراف بالمجتمع الأبوي .. والمرأة هي القائد والمدير والأب وهي كل شيء وخصوصا كبيرات السن.. ولا يجوز أن يعترض أحد على ذلك الدور .. فحتى الحديث عما يسمى «حقوق الرجل» يتم تداوله سرا بجوف الليل حتى لا يتعرض المتحدثون إلى انتقادات ومواجهات لا طاقة لهم بها.
مصائرنا بيد سيداتنا
يحيون في ولاية ميغالايا شمال شرقي الهند.. وقد ترك سكان القبيلة بأكملهم مصيرهم في يد سيداتها اللاتي يقررن مصائر الرجال.. الأسواق بشكل كامل تحت سيطرة وإدارة وإشراف سيدات القبيلة..
أما الميراث في أملاك العائلة فهو للأم فقط دون غيرها، وفي حالة رحيلها ترثها ابنتها الصغرى.. تلك هي قوانين قبيلة خاسي التي توارثوها من نسل وصفوه بأنه النسل المقدس منذ وصولهم إلى سفوح الجبال.
قصة اختفاء الرجال
المؤرخون عزوا ذلك النظام الأمومي لدى أبناء قبيلة خاسي إلى المواجهات التي اندلعت بين رجالها قديما بشأن أولوية السيطرة على الأراضي الخصبة وزاد عدد النساء اللاتي فقدن أزواجهن في تلك المواجهات
أسرع نساء قبيلة خاسي بعد تلك المواجهات الصعبة للزواج وكان هدف كل واحدة ممن فقدن أزواجهن أن تجد رجلا يكون سندا لها وحاميا لها من التعرض للأزمات.. ولم يتم تحديد مدد زمنية كافية للفصل بين مدة فقدان الزوج الأول والزواج بزوج آخر .. حدث نتيجة ذلك اختلاط في الأنساب وكان تحديد نسب بعض الصغار مستحيلا..
سر القرار الغريب والصلاحيات المطلقة
بعد ذلك قرر أبناء قبيلة خاسي أن يتم نسب الصغير إلى أمه حتى يعرف لنفسه نسبا يعود إليه، وباعتبار الأم الأكثر دراية بمعرفة نسب أبنائها.. ويوما تلو آخر تم منح الصلاحيات الكاملة لسيدات القبيلة وفتياتها فلكل منهن الحق في أن تعيش كما تشاء في سكن تحدده دون ارتباط بالعائلة.. ويستثنى من تلك القاعدة الفتيات الصغيرات؛ وذلك لأن قوانين القبيلة تفرض عليهن تحمل مسؤولية إدارة الميراث ورعاية الأسرة.
الرجل في تلك القبيلة لا يشعر يوما بالأمان ويرى أنه بلا دور وقد يكون خارج المنزل في أي لحظة وأصبحت حقوق الرجل بين أبناء «قبيلة خاسي» مطلبا قائما يتداوله الرجال سرا وفي أحاديثهم إلى زائري تلك المنطقة شريطة ألا تأخذ تلك المطالب سياق العلن أو الاحتجاج.