إثيوبيا تعرض سد النهضة للبيع.. أزمة اقتصادية تعصف بأديس أبابا والسلطات تعجز عن إنقاذ الشعب.. فقد استنفد السد كل ما تملك البلاد وأضحت كالدابة التي قضت على صغارها.
بعد عرض 35 بالمئة من كهرباء السد لدول جواره للحصول على ميناء على البحر الأحمر، عادت أديس أبابا تتاجر بكهرباء السد غير الموجودة لتعديل وضعها الاقتصادي، فبعد ملفات الفساد الحكومي بشأن بناء سد النهضة والتي كبدت إثيوبيا خسائر بأكثر من مليار دولار أمريكي، تحاول إثيوبيا تعويض خسائرها الاقتصادية، حيث عرض وزير المالية الإثيوبي تخصيص 500 ميجاوات من كهرباء سد النهضة لخمسة قطاعات استثمارية ألمانية فور إعلان ألمانيا رغبتها في التعاون مع إثيوبيا.
فيما أعلنت السلطات الإثيوبية في تصريحات سابقة، أنها تنوي زيادة الصادرات من كهرباء السد إلى كينيا، ليخلق ذلك تساؤلا هاما… ما كمية الكهرباء التي ينتجها سد النهضة وتعتمد عليه إثيوبيا في كل تلك العروض؟
يوجد على سد النهضة 13 توربينا لإنتاج الكهرباء، قامت إثيوبيا بتشغيل توربينين فقط منذ بداية التشغيل رغم أن كمية المياه المحجوزة خلف السد كافية لتشغيل جميع التوربينات، ويمكن للتوربينين إنتاج 750 ميجاوات من الكهرباء إلا أن إنتاجهم لا يتعدى 540 ميجاوات علاوة على قيام إثيوبيا بوقف عمل التوربينين للشهر الثالث على التوالي ودون إعلان أسباب… فكيف تعد إثيوبيا دول العالم بكهرباء لا تملكها، في وقت ما زال الشعب الإثيوبي يعاني نقص الكهرباء والطاقة ويعتمد على الأساليب البدائية؟
تقوم إثيوبيا بالترويج المبالغ فيه وغير الواقعي لكهرباء سد النهضة بحسب مراقبين دوليين، فإثيوبيا لا تملك كل تلك كميات الكهرباء التي تعد بها الدول الأخرى، علاوة على المشاكل التقنية والفنية الموجودة بالسد والتي تقف حائلا دون إنتاج كميات الكهرباء التي أعلنت عنها إثيوبيا مع بدئ العمل على إنشاء سد النهضة… ما يعني أن إثيوبيا تورط نفسها بمزيد من الأزمات.
وعلى صعيد آخر تتجاهل إثيوبيا أزمتها مع دولتي المصب مصر والسودان والتي يمكن أن تحسم لصالحهما، حيث ما زالت المفاوضات مستمرة بين أطراف الأزمة الثلاثة، فيما تعمل مصر على حشد الرأي العام الدولي لحل الأزمة.
وتطالب مصر بضرورة التنسيق المشترك بينها وبين إثيوبيا في عمليات ملء السد وتشغيله لضمان عدم المساس بحصة مصر المائية واستمرار تدفق مياه النيل للأراضي المصرية، فيما ترى إثيوبيا أن مطالبات مصر تعد نوعا من التدخل في الشئون الداخلية الإثيوبية… المفاوضات الآن وصلت محطتها الأخيرة فبمجرد عقد الجولة الرابعة خلال الأيام القادمة تكون الأزمة قد استنفدت الطريق التفاوضي بحسب ما أعلنه الجانبان منذ استئناف المفاوضات بعد توقف عامين… فبرأيكم ما الحلول التي يمكن أن تلجأ إليها أطراف الأزمة؟