يبدو أن أزمة سد النهضة الممتدة منذ عقود، وسط فشل متتالي للمفاوضات بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، نتيجة تعنت أديس أبابا، قد تأخذ منحى جديد مع تدخل طرف مهم على المعادلة.. ماهي ورقة مصر الجديدة في المفاوضات؟
على الرغم من حداثة التقارب والانفراجة السياسية بين مصر وتركيا، والتى بدأت منذ أشهر قليلة، ووصل إلى أقصى تقارب مع زيارة وزير الخارجية المصري إلى أنقرة عقب الزلزال المدمر، وزيارة وزير الخارجية التركي إلى القاهرة منذ أيام، أعلنت تركيا عن استعدادها للتدخل في نزاع سد النهضة والمستمر منذ أكثر من 12 عاما.
وأعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن استعداد أنقرة للتدخل في نزاع سد النهضة، وتقديم الدعم اللازم من خلال الوساطة بين إثيوبيا ومصر، مشددًا على أن تركيا تربطها علاقات جيدة مع مصر ودولتي المصب إثيوبيا والسودان.
ولفت أوغلو، إلى أن تدخل تركيا في الوساطة بين مصر وإثيوبيا نابع من علاقتها الجيدة مع القاهرة وأديس أبابا، وكذلك بوصفها دولة “منبع نهري” مثل إثيوبيا، وتمتلك خبرة في هذه المسائل، مشيرا إلى أن مصر لديها مسألة تقاسم المياه مع إثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة، ولدى تركيا أيضا المسألة نفسها مع الدول المجاورة، العراق وإيران وسوريا، وتتمتع بالخبرة اللازمة في هذه المسائل.
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، أكدت سهام كمال، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب المصري، أن القاهرة لا تمانع تدخل أي طرف دولي بأزمة سد النهضة والضغط على إثيوبيا للوصول إلى اتفاق يؤمّن حقوق مصر المائية.
ولفتت “كمال”، إلى أن أنقرة مؤهلة للعب هذا الدور لاسيما وأن لها نفوذ قوي بين دول القرن الإفريقي، وعلى رأسهم إثيوبيا، كما أنها تمتلك أدواتها فلها استثمارات قوية هناك، وعلاقات سياسية وعسكرية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان قد حذر من أن القاهرة لن تتحمل أي نقص في المياه.
وفي نفس السياق، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن القاهرة لها الحق في الدفاع عن مقدرات ومصالح شعبها، مؤكدًا أن كل الخيارات مفتوحة أمام مصر في أزمة سد النهضة حيث ستظل كافة البدائل متاحة.
رفض وزير الخارجية المصري، الحديث عن الملء الرابع لسد النهضة، مؤكدا أن القاهرة تراقب الموقف بكل دقة.
فيما ردت الخارجية الإثيوبية، على تصريحات سامح شكري في بيان غاضب، قالت فيه إن الحلول الودية لقضية سد النهضة مع مصر والسودان ممكنة، إذا توفر حسن النية، مشترطة أن يكون ذلك تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، معلنة رفضها لتصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وتتطلع مصر بطبيعة الحال لتدخّل أي دولة، لاسيما إذا كانت تمتلك أدوات حقيقية للضغط على أديس أبابا، ولكن بشرط أن تقدم الدولة الوسيطة عرضاً يتناغم مع قواعد القانون الدولي، والاتفاقيات الدولية، والتي تمنع الإضرار بدول المصب عند إقامة مشاريع مائية.
كل ذلك يأتي في وقت، تستعد فيه إثيوبيا لملء رابع لخزان سد النهضة، خلال موسم الأمطار المقبل.