تجمدت انفاسهم.. درجة الحرارة تصل إلى 50 تحت الصفر، الرحلات الجوية توقفت والشوارع فارغة لا يجرؤ أحد على مغادرة عتبة بيته، الحياة أصبحت مستحيلة كأن الشمس ودعتهم إلى الأبد، اشتد الحصار على ولايات أمريكية، فما القصة؟
أجواء لم تحدث بكل تلك الولايات الأمريكية منذ ما يقرب من عامين، فربما يكون الأمر بات يكون حصارًا مثلما تُحاصر دول بلاد أخرى،لكن ليس هذا الحصار حصارًا عسكريًا، بل هو حصار لكل شيء في حياة سكان هذه الولايات في بلاد الأمريكان، فربما لم يقترفوا ذنبًا بأيديهم يحاسبون عليه بهذه الصورة الغريبة.
فحياتهم توقفت بالكلية، فلا حياة ولا خروج من المنازل، ولا حتى اجتياز لأبواب وحداتهم يقدرون على فعله، حتى الطرقات التي يسلكونها أغلقت،بل إن الصورة القاتمة ازدادت ظلامًا بإعلان الظلام الدامس في كثير من ولايات أمريكا، فأصبحت العتمة تعم جنبات المشهد، فلا شعاع للنور يخرج هؤلاء الأشخاص من الواقع الذي يعيشون فيه.
فالسيارات التي ربما ستكون الوسيلة الأفضل للخروج من هذا المأزق، علقت بالطرقات، لكن الأمل ذهب حتى لرحلات الطيران، التي أعلنت الشركات عن توقفها، بل راح بعض الأشخاص الذين حجزوا الرحلات للاعتذار عنها،فعاصفة شتوية شديدة تحركت عبر الغرب الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يشير خبراء الطقس والمحللين لهذه الصورة الأغرب من الخيال إلى أنها لم تحدث منذ عامين.
ففي ديسمبر من عام 2022، كانت تلك اللحظات هي الأسوء على معظم الولايات في أمريكا، لكنها لم تصل لدرجة السوء التي شهدتها تلك المناطق بالولايات المتحدة الأمريكية.
فالظلام بدأ يتخذ طريقه إلى تغطية ولايتي ويسكونسن، وميشيجن، في الغرب الأوسط لأمريكا، حيث انقطعت الكهرباء عن أكثر من 250 ألف مشترك،لكن الصورة التي لا يخرج من بين مشاهدها أمل زادت عتمة بعدما غطت الثلوج كل المناطق في الولايتين، فالأمر أصبح ليس به ثقب واحد للخرج من هذا المأزق.
ففي ولاية ويسكونسن انقطعت الكهرباء عن 102692 مشتركا، فضلًا عن انقطاعها عن أكثر من 151 ألف منزل وشركة في ميشيغن.
وفقا لبيانات من موقع يتتبع ويسجل ويجمع البيانات عن انقطاع التيار الكهربائي في الولايات المتحدة.فهل هذه هي كل الأضرار التي تسببت فيها العاصفة الشتوية بولايات في أمريكا؟ وما هي درجة الحرارة التي تسببت في الوصول لهذه الأجواء؟
خبراء الأرصاد أوضحوا أن الذي تسبب في هبوب العاصفة الشتوية الشديدة في تلك المناطق من الولايات المتحدة الأمريكية، كانت شدة الرياح مع انخفاض درجة الحرارة لتصل إلى 50 درجة تحت الصفر.
الأمر الذي أدى إلى تساقط ثلوج غطت كل الطرق، فعلقت السيارات، وأوقفت رحلات الطيران، بل وألغى المسافرون رحلاتهم عبر هواتفهم المحمولة لعدم قدرتهم على الخروج من المنازل في ظل تلك الأجواء الصعبة.
فوصل عدد الرحلات التي تم إلغاؤها إلى أكثر من 7600 رحلة جوية في أنحاء الولايات المتحدة، وشمل ذلك الطائرات، التي مُنعت من الإقلاع في مطار أوهير الدولي في شيكاغو بسبب الرياح والتساقط الشديد للثلوج.
فبرأيكم هل هذا الحصار يعد عقابًا من الطبيعة على حصار آخر في دولة أخرى؟ أم أنها مجرد أجواء شتوية ستمر مرور الكرام؟