رغم الخسائر الضخمة التي تسبّب فيها زلزال تركيا وتجدّد المخاوف بعد وقوع زلزال آخر فإنّ هذه المخاوف تتصاعد بشأن المخاطر والتداعيات التي قد تحدث نتيجة الزلازل القوية، وعدد من الظواهر الغامضة، التي ارتبطت بوقوع الزلزال ما زالت تسبب القلق والمخاوف، والتي كان أبرزها انحسار المياه والضوء الأزرق و”براكين الطمي”
لم تتوقف خسائر زلزال تركيا عند انهيار مئات المباني ووقوع ألاف الضحايا، فالمخاطر التي بعد حدوث الزلازل سنظل نعاني منها لفترة طويلة.
حيث حدد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، حسبما ذكر عبر موقع “سكاي نيوز عربية”، مدى خطورة تداعيات ما بعد الزلزال، كما فسر أسباب الظواهر الغامضة التي تصاحب الزلازل
وتضمنت هذه الظواهر الجيولوجية ظهور الفوالق، فهناك فوالق ظهرت بعد زلزال تركيا، وكل فالق يشمل كتلتين على جانبيه، وهذه الفوالق تتحرك مع الحركات الأفقية، ما يؤدي إلى اتساع الفالق، ولذلك نجد أن هذه الفوالق تؤدي إلى انقسام الطرق.
هذه الفوالق تؤثّر على شبكات الطرق والسكك الحديدية التي تتعرّض لانثناءات في القضبان نتيجة تحرك الكتل بصورة عكسية، كلٌّ منها في اتجاه.
ومن المشاكل التي تسببها هذه الفوالق، أنه لا يمكن البناء في مناطق الفوالق، وإذا تم البناء على أحد جانبي الفالق فيتطلب الأمر هندسيا طرق بناء معينة وخرسانات معينة.
حيث تسبب زلزال تركيا في فوالق ضخمة وحالات إزاحة، حيث إن الكتلة الأناضولية بالكامل تحركت في اتجاه البحر المتوسط نحو 8 أمتار، هذه الكتل تتحرك بدون الزلازل من 2 إلى 3 سنتيمترات كل عام.
المخاطر الأخرى التي تكون ما بعد الزلازل تتعلق بالمياه الجوفية، لأنه نتيجة الهزات وحدوث الفوالق تتسبب في تسريب المياه الجوفية.
التسريب من الطبيعي أن يؤثر على منسوب المياه الجوفية، إضافة إلى التداعيات التي قد تقع على خزانات السدود، كما أن أجسام السدود نفسها قد تتعرض للتضرر عن طريق حدوث الشروخ حتى وإن كانت هذه الشروخ غير مرئية، بسبب الفوالق الضخمة التي قد تتكون تحت الأرض.
هذه التغيرات تنعكس أيضا على البترول والغاز الطبيعي، مثلما حدث في سوريا، حيث شوهدت “الحُفر” التي تشبه فوهات البراكين.
اما الظاهرة الأخرى الغريبة والتي حدثت في سوريا تسمى “براكين الطمي”، هي ليست براكين بالمعنى المعروف، ولكن هذه الظاهرة تحدث نتيجة خروج غازات من باطن الأرض.
هذه الغازات في طريقها للخروج تذيب الصخور وتنتج أتربة تخرج من الفوهة ممزوجة بمحاليل معينة، ما ينتج عنه تشكل هذه الحفر أو العيون الصغيرة التي ترتفع سنتيمترات على سطح الأرض وقد تصل إلى نصف متر أو متر على الأكثر.
بالاضافة إلى ظاهرة الوميض الازرق ، وهذا الوميض لا يصاحب وقوع كل الزلازل، لكن يكون حسب المنطقة التي حدث فيها الزلزال، ففي المناطق التي يكون الانكسار في طبقات “طمي” لا ينتج هذا الضوء، لكنه يرتبط فقط بالصخور الصلبة والحركة على جانبي الفوالق.
هذا الضوء قد يُرى قبل سماع صوت الكسر أو الانفجار، وذلك يرجع إلى صرعة الضوء والتي تتجاوز سرعة الصوت.
ومن مخاطر وقوع زلازل ظاهرة انحسار المياه في بعض السواحل المصرية ولبنان والأردن وسوريا، الاحتمال الأرجح أنها مرتبطة بحدوث الزلازل وذلك لسببين:
السبب الأول: أن الانحسار ظهر بهذه الصورة بعد حدوث الزلازل.
السبب الآخر: أنه في حالات المد والجزر، ففي حالة الجزر تعود المياه إلى طبيعتها، ونحن لسنا معتادين على المد والجزر بهذه الصورة في شواطئنا.
الأيام القادمة ستحسم الأمر، ففي حال ارتباط الظاهرة بـ”الجزر”، فمن الطبيعي أن تعود المياه إلى طبيعتها مرة أخرى.
إذا لم تعد المياه مرة أخرى، فالأمر يكون مرتبط بالزلازل بشكل قطعي، لأن الزلازل تسببت في مئات وآلاف التشققات.
وبعد تعرض تركيا إلى أكثر من 50 هزة ارتدادية يوميا، بالاضافة لعشرات الزلازل التي وقعت في عدد من دول المنطقة هل سنعيش فترة كبيرة نعاني من توابع زلازل تركيا؟!