جرس إنذر من الطبيعة أن الأسوأ قادم، وأن الكابوس سيتحقق والطوفان سيغرق كل شئ، تحذيرات متتالية من خبراء المياه بعد الزلزال الذي ضرب محيط سد النهضة أمس، ليكون حلقة من زلازل عدة خلال الأشهر الماضية.. لماذا حذر خبير المياه المصري من طوفان نوح؟
مازالت أصداء الزلزال القوي الذي ضرب محيط منطقة سد النهضة أمس الأحد تثير القلق لدى العلماء، لاسيما أن خطر انهيار السد قائم وبالتالى يهدد بفناء السودان، ونازلة تشبه أهوال يوم القيامة على مصر.
وكان زلزال ضخم ضرب محيط سد النهضة الإثيوبي، أمس الأحد، بقوة 4.1 درجة على مقياس ريختر، على عمق 10 كيلو مترات، وكان مركزه منطقة الأخدود الإفريقي، على بعد حوالى 650 كم شرق سد النهضة، وذلك وفقا لما أفاد به المرصد العالمي للزلازل.
وحذر خبير المياه المصري الدكتور عباس شراقي، من الآثار المدمرة للهزات الأرضية على سد النهضة، لافتًا إلى أن إثيوبيا تقع في منطقة الأخدود الإفريقي العظيم، لاسيما وأن تلك المنطقة واحدة من أكثر المناطق تعرضًا للزلازل حيث يعد الاخدود الإفريقي أكبر فالق على سطح الأرض.
ولفت “شراقي”، أن نسبة الأمان في السد قد تكون ضئيلة جدًا، لاسيما مع الزلازل المتتالية في منطقة الأخدود الإفريقي وامتلاء بحيرة السد بالسعة التخزينية الكاملة التي تصل إلى 74 مليار متر مكعب حيث أن الخطر الأكبر الذي يهدد سلامة سد النهضة، هو مخزون المياه خلف السد خاصة أن المياه ستشكل وزنا إضافيا على القشرة الأرضية، وبالتالى ستكون الهزات الأرضية أكثر خطورة على جسم السد.
وذكر أن خطر انهيار السد في حالة السعة الكاملة ببحيرة التخزين سيكون آثاره مدمرة على دولتي المصب، مصر والسودان، مؤكدًا تعرض الملايين لغرق شبّهه بـ”طوفان نوح”.
ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية تأتي بالأنماط نفسها عاما بعد عام، حيث يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم وفي أي وقت ولكنها كل مرة تكون بنفس الأنماط العامة.
ومن حيث تأثير سد النهضة على الموارد المائية المصرية، خلال الفترة المقبلة، أكد أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن وضع مصر المائي في أحسن حالاته على الرغم من التحديات المائية.
وشهد ملف قضية سد النهضة العديد من التغيرات المحورية على مدى سنوات طويلة بحثا عن حل للأزمة المستمرة منذ نحور 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل.
فهل تؤثرالزلازل على سد النهضة ويكون انهياره رد الطبيعة على حبس منابع النيل ؟