اهتزت الأرض بقوة وتساقطت جوانب السد واندفعت المياه من ارتفاعات كبيرة إلى الحدود السودانية لتسحق في طريقها الأحضر واليابس ويهرب الناس كأنهم يفرون من أهوال يوم القيامة أو من طوفان نوح الذي لم يترك أحد على الأرض حيا.. مشاهد قد تحدث في حالة انهيار سد النهضة مع استمرار الهزات الأرضية حذر منها خبير المياه المصري.. ماذا قال عن سد النهضة؟
واصل خبير المياه عباس شراقي تحذيره من الملء الرابع لسد النهضة، وتنفيذ إثيوبيا لمخططها بتخزين أكثر من 74 مليار متر مكعب من المياه خلف السد، مؤكدًا أن تخزين المياه سيؤدي بلا شك إلى نشاط زلزالي كبير.
ولفت خبير المياه، إلى أن حجم التخزين الحالي في بحيرة السد يصل إلى 13 مليار متر مكعب فقط، ولازالت الهزات الأرضية متوسطة القوة، مشددًا على أن الخطر والتخوف الأكبر من زلزال ضخم يحدث بعد تنفيذ أديس أبابا لمخططها بتخزين 74 مليار متر مكعب من المياه خلف السد.
ولفت “شراقي”، إلى خطورة إنشاء سد ضخم بهذه السعة التخزينية الكبيرة في وجود فوالق ونشاط زلزالي هو الأكبر في قارة إفريقيا، لاسيما أن تخزين هذه الكمية يعني أن السد سيبلغ وزنه 74 مليار طن وهو وزن هائل على أرض بها تشققات، مع الوزن الجديد تزداد الفوالق والتشققات، حث تتسرب المياه في هذه التشققات وبالتالي تساعد على المزيد من الانزلاقات ومن ثم حدوث الزلازل.
وأشار إلى “شراقي”، إلى خطورة إنهيار سد النهضة بالسعة التخزينية الكاملة له، على دولتي المصب لاسيما السودان، التي ستتعرض للصدمة الأولى دون أي وقت لمحاولة إنقاذ الموقف حيث ستنزل المياه من بقوة من على ارتفاعات عالية لتزيل كل معنى للحضارة والبشرية من أمامها، فيما سيظل يوجد وقت أمام مصر لتتخذ إجراءاتها العاجلة لتفادي تسونامي النيل.
وضرب “شراقي” المثل بتركيا، داعيا إلى الموعظة من التجربة التركية والرعب الذي عاشته البلاد بعد السدود التي تم إنشاؤها جنوب الأناضول، والذي جعل صفيحة الأناضول لا تتوقف عن الاهتزاز منذ الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في السادس من فبراير الماضي، حيث تم رصد أكثر من 33 ألف هزة ارتدادية.
ولفت “شراقي” إلى أن المفاوضات مع أديس أبابا في حال استئنافها، يمكن الحديث فيها على طريقة الملء والتشغيل، فيمكن أن يسع السد لتخزين 74 مليار متر مكعب، ولكن في الوقت ذاته من الممكن أن لا يتم ملؤه بالكامل، نظرًا لما يشكله ذلك من خطر شديد على السودان، ويهدد شعبه
وكانت مفاوضات سد النهضة توقفت منذ أشهر، بعد أن فشلت في الوصول إلى نتائج ترضي الدول الثلاث، لاسيما أن المفاوضات مستمرة منذ نحو 12 عاما، ودخلت أروقة الاتخاد الإفريقي والبيت الأبيض، حتى أن التدخل الصيني لم يثمر عن حل، فيما أكد مؤخرًا وزير الخارجية المصري أن مصر قادرة على حماية أمنها المائي، وأنها لن تصطحب ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن.. فهل يتم الوصول إلى حل قريبا؟