دخلت توقعات الزلازل المرتقبة حيز الواقع على الأرض لتفرض مواجهة جديدة مع طبيعة يستحيل على البشر كبحها، فهل ستدخل قائمة جديدة من دول الشرق الأوسط مواجهة مع سنياريو اللجوء؟؟ وهل أصبحت توقعات الخبراء نذير نهاية لعدد من الدول؟؟ ومن يضمن لسكان الدول الواقعة في بؤر التوتر الزلزالي صدق حكوماتها في رصد المخاطر التي تهدد تلك المناطق؟
لا تهدأ التحذيرات يوما بشأن خطر الزلازل الكامن في دول الشرق الأوسط حتى تربك الهزات الأرضية الأوضاع من جديد؛ لتحرك مخاوف سكان دول بأكملها من احتمالات يصعب التعامل مع سيناريوهاتها المستقبلية خصوصا وأن تجارب كل من تركيا وسوريا لم تكن سهلة مع الزلازل خلال الأشهر الماضية..
التقرير الصادر مؤخرا عن المركز السوري للزلازل يرصد الخبراء فيه اثني عشر هزة أرضية طالت البلاد في يوم واحد، أي أنه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية كان نصيب الأراضي السورية من تأثير تلك الهزات دلائل جديدة تؤكد دخول سوريا بؤر التوتر الزلزالي شديدة الحساسية خصوصا وأن الهزات الأخيرة فاقت قوتها الثلاثة ونصف درجة على مقياس ريختر.
مصادر المخاوف الجديدة على السوريين
ولكن ما هي الخطورة القائمة من تلك الهزات الأرضية الأخيرة على السوريين إذا كانت لم تتجاوز درجاتها المستويات المثيرة للقلق؟؟؟
الإجابة على ذلك السؤال تحددها التوابع المرتبطة بالزلازل والهزات الأرضية الأخيرة التي طالت سوريا وتركيا وما تبعها من هزات أشد قوة في أعماق البحر المتوسط والتي تجاوزت أعماقها مستويات قياسية.
يأتي ذلك بالإضافة إلى استمرار البنية التحتية في ذلك البلد على حالها، فلا هي مشمولة بعمليات تطوير ولا المتبقي منها عقب الزلازل الأخيرة يمكنه أن يكون موضع اختبار جديد، وذلك كله يعزز مخاوف من احتمالات تزايد معدلات النزوح الداخلي في البلاد.
تكمن المخاوف الجديدة من الهزات الأرضية الأخيرة في سوريا أيضا في تزامنها مع هزة أرضية مماثلة في لبنان، وخمس هزات في تركيا وأخرى في البحر المتوسط، وهو ما يبرهن على اتساق وتتابع حركة الألواح التكتونية في تلك المنطقة من العالم.
دول عربية وإسلامية ترتقب الأزمة
«الزلازل تكون محتملة الحدوث بقوة عندما تصل كواكب إلى مواقع محددة في النظام الشمسي».. كانت تلك آخر توقعات عالم وخبير الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس الذي ارتبطت تحذيراته بمخاوف كبيرة بشأن حدوث الزلازل حيث نشر مؤخرا سلسلة توقعات بأن الهزات الأرضية والزلازل ستطال عددا من الدول العربية والإسلامية
وهناك تخذيرات من زلازل محتملة الحدوث وها هي سوريا وتركيا ولبنان بعد أيام من التحذيرات تتعرض إلى ما سبق أن حذر الرجل منه .
مواجهة الأزمة
بعد انطباق توقعات الرجل على واقع يصعب احتماله باتت الدوائر العلمية أمام أمرين:
فإما أن تستمر تلك الجهات في مخالفة منهجه وتخالف في ذات الوقت ضمائرها بتجاهل الأمر
وإما أن يتم التعامل مع تلك التوقعات بجدية تضمن تنسيقا علميا متبادلا مع الرجل والاعتراف بنظرياته شريطة أن يكون الهدف: «سلامة البشرية أولا ونبذ الخلافات جانبا حتى لو كانت لأسباب علمية».