تحذيرات ضخمة وأجراس إنذار من السدود التركية وخطرها على الدول المجاورة منذ زلزال الإثنين الأسود في السادس من فبراير، إلا أن أنقرة تسد أذانها وتغمض أعينها تجاه هذه الإشارات التي قد تتحول إلى حقيقة وتتأثر دول عدة بسببها إذا أنه بمجرد إنهياراها ستكون قادرة على محو مدن وقرى بل ودول كاملة إذ يتوقع الخبراء أن يصل الماء إلى السعودية.. ماذا أعدت تركيا ليوم الزلزال الضخم؟
ليس من المعقول أن تبني دولة أكثر من 850 سدا على مجاري الأنهار لتخزن أكثر من 650 مليار متر مكعب، بهدف توليد الطاقة الكهرومائية أو لتحسين البيئة والمشاريع الزراعية فقط.. ما تفعله تركيا لم يؤثر فقط على الدول المجاورة لاسيما العراق وسوريا وتأثرهما بالجفاف الشديد بل تأثرت أيضا القشرة الأرضية وأصبحت الهزات الأرضية لاتتوقف منذ زلزال الإثنين الأسود في السادس من فبراير الماضي.
وعلى الرغم من أن تركيا تمتلك 24 نهرًا وجدولا مائيا، أطولها داخل تركيا هو نهر كيزل أرمارك، ونهر الفرات هو أطولها بشكل عام بطول 2800 كم
إلا أنها غيرت المجرى الطبيعي لهذه الأنهار العديدة من خلال بناء مئات السدود عليها، لدرجة أن عدد السدود في تركيا وصل إلى أكثر من 850 سدا أغلبها على نهري دجلة والفرات فقط.
ويعد أكبرها سد أتاتورك على نهر الفرات الذي يعتبر واحدا من أكبر السدود الركامية في العالم، ويخزن 49 مليار متر مكعب من المياه في بحيرته الصناعية الكبيرة، وعلى نهر دجلة يوجد سد اليسو العملاق وحجم سعته التخزينية حوالي 21 مليار متر مكعب.
سد أتاتورك على نهر الفرات، وأليسو على نهر دجلة، من أهم السدود التركية ليس لسعتهم التخزينية العملاقة فحسب، بل لأنهما يمسان أمن العراق وسوريا على وجه التحديد، بالإضافة إلى أنهما يقعان في خط الزلزال
بالتالي قد يقع الزلزال في أية لحظة ودون إشعار مسبق، مثلما حدث في الزلزال الأخير بكهرمان مرعش جنوب غرب تركيا وكان لا يبعد عن سد أتاتورك سوى كيلو مترات فقط.
فلو انطلقت هذه الكمية الضخمة من المياه خلف سد اتاتورك بشكل مفاجئ بسبب الزلزال أو بفعل متعمد ستسبب كوارث لا تعد ولا تحصى ليس للعراق وسوريا فحسب بل لدول عدة ليست بحساباتها أن يصلها الضرر مثل الأردن وفلسطين والسعودية حتى.
لتكون هذه السدود أداة عسكرية، أقوى من المعدات العسكرية النووية فهي قادرة على محو قرى ومدن كاملة بما تحتويه خلفها من مخزون هائل من المياه في ساعات قليلة.
ويزداد الخطر يوما فيوما مع آلاف الهزات الأرضية المتكررة التي ضربت تركيا منذ زلزال الإثنين الأسود، حيث تخطت الهزات الأرضية نحو 13 ألف هزة أرضية بعضها تخطى الـ 5 درجات على مقياس ريختر، في خلال شهر ونصف فقط.
وتعد السدود التركية هي المتهم الأول في حدوث الزلازل المستمرة فى تركيا، والهزات الأرضية المتواصلة التي لم تتوقف منذ زلزلزال الإثنين الأسود في السادس من فبراير الماضي الذي تسبب في رحيل نحو 50 ألف بتركيا.
وتم تسجيل انهيار، أو تضرر، أكثر من 173 ألف مبنى، وتضرر نحو 20 مليون شخص في تركيا.
وكشف أحمد ملاعبة أستاذ الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية، بالأردن، أن السدود التي بنتها تركيا على حساب سوريا والعراق، لها دور جيولوجي في الزلزال الكبير الذي منطقة كهرمان مرعش في السادس من فبراير.
وأكد “الملاعبة” أن السدود التركية بلغت ذروتها، وأصبحت من أكبر السدود في العالم من حيث المخزون الذي يضغط على القشرة الأرضية.
لافتًا إلى أن هذه السدود بلغ مخزونها الاستراتيجي أكثر من 651 مليار متر مكعب”.
أخيرا هذه الكمية من المياه تؤثر بشكل كبير على القشرة الأرضية وحتى على كوكب الأرض بأكمله، وتعادل 10 أضعاف سد النهضة.
كما أن كميات المياه هذه تعني الكثير أولا بالنسبة لكوكب الأرض بشكل تام، إذ قد تؤخر حركة دوران الأرض بسبب هذا الثقل الضخم.