يبدو أن القشرة الأرضية في تركيا أصبحت في حالة دقيقة بعد زلزال السادس من فبراير الأسود، إذ لم تتوقف الهزات الأرضية عن ضرب الأرض في تركيا خلال 24 ساعة الماضية، على أعماق مختلفة ما تسبب في حالة من القلق لدى المواطنين إذ تراقصت أمامهم كوابيس الزلزال المدمر.. ماذا حدث في تركيا؟
تواصل الزلازل ضرب الأراضي التركية على الرغم من مرور نحو أكثر من 120 يوما على زلزال فبراير الأسود، حيث ضربت هزات أرضية متتالية الأراضي التركية خلال 24 ساعة الماضية، ، لتصيب السكان بحالة من الرعب والقلق حيث تراقصت المباني، وتراقص معها كوابيس الماضي، حيث فقدوا أحبائهم تحت الركام.
ورصد مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، 32 هزة أرضية تضرب الأراضي التركية خلال 24 ساعة الماضية، تراوحت قوة الهزات الأرضية، إلا أنه أكثرها شدة لم يتخطى 4 درجات على مقياس ريختر.
وكانت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، أعلنت في بيان سابق لها، أنه تم رصد نحو أكثر من 33 ألف هزة ارتدادية في الأراضي التركية من زلزال السادس من فبراير الماضي.
وقد تحدث الزلازل في أي مكان بالعالم، لكن هناك عدة مناطق تعد الأخطر على سطح الكوكب، لاسيما مناطق أحزمة الزلازل الثلاثة، ويؤكد العلماء أن الحزام الناري هو الأكثر خطورة على الإطلاق حيث ينشأ به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم، ويليه الحزام الألبي في المركز الثاني من حيث الخطورة حيث يحدث به نحو 17% من الزلازل، ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
ودائما ما تتعرض تركيا لنشاط زلزالي بسبب موقعها بالقرب من العديد من خطوط الصدع الرئيسية، حيث تقع ضمن نطاق الحزام الألبي للزلازل.
وكشف عدد من علماء الزلازل، أنه نتيجة للتقارب بين القارتين الأوروبية والإفريقية، فإن المناطق المطلة على البحر المتوسط تعد أكثر المناطق تعرضًا للزلازل، وهذا ظهر خلال الأشهر الأخيرة في دول مثل قبرص وتركيا واليونان والجزائر والمغرب.
وكانت تركيا تعرضت لعاصفة من الزلازل عقب الزلزال التركي المدمر، الذي وصفته السلطات التركية، بأنه “كارثة القرن”، حيث تسبب في رحيل نحو 50 ألف تركي وسوري، بالإضافة إلى انهيار آلاف المنازل المتضررة والغير صالحة للسكن والحياة، حيث تأثر به وفقًا لإحصائيات السلطات التركية نحو 23 مليون شخص.
وحول الخسائر التي حدثت بسب زلزال السادس من فبرير، أكد الرئيس التركي في تصريحات سابقة أن نحو 3.3 مليون شخص أجبروا على مغادرة منازلهم بالولايات العشرة التي ضربها الزلزال، لافتًا إلى أنه يوجد أكثر من 1.4 مليون شخص لم يتوفر لهم السكن إلا في خيام، فيما استقر نحو 46 ألفا آخرين في حاويات، والأكثر حظا نجح في الاستقرار بدور ضيافة.
لتكون تلك الزلازل المتتالية هي جزء من عاصفة مستمرة منذ السادس من فبراير الماضي، والتي وصل عددها إلى أكثر من 33 ألف هزة أرضية، فهل تستقيم الحياة في تركيا؟