سطع نجم الفنان الكوميديان الراحل عبد السلام النابلسي في سماء الفن لسنوات طويلة، حيث خطف قلوب العديد من الجماهير أيام زمن الفن الجميل وحتى الان، وشكل نوعًا خاصًا من الكوميديا في السينما جمعت بين الأرستقراطية والضحك.
اشتهر النابلسي، بلقب “حسب الله السابع عشر”، وأطلق عليه الفنان يوسف وهبي “الكونت دي نابلس”، وشكل معه ثنائيًا مساعدًا وحقق قاعدة جماهيرية بإفيهاته ومشاهده الكوميدية مع نجوم الفن.
ولد عبد السلام النابلسي في عكار شمال طرابلس اللبنانية في 23 أغسطس 1899، لأسرة متدينة من أصل فلسطيني، وكان والده قاضي نابلس الأول.
حيث كان جده قاضي نابلس الأول ومن بعده والده، وعندما بلغ العشرين من عمره أرسله والده إلى مصر أملًا في تلقي تعليمه في الأزهر الشريف وبالفعل حفظ القرآن ونبغ في اللغة العربية إلى جانب اللغة الفرنسية والإنجليزية.
بدأ عبد السلام حياته صحفيًا، وعمل في أكثر من مجلة، وهو أول من أسس القسم الفني في جريدة الأهرام، وقدم أول صفحة فنية في الصحافة المصرية، وأول من كتب نقدًا سينمائيًا في عمود صحفي.
جاءت فرصته السينمائية الأولى مع آسيا فى فيلم «غادة الصحراء»، ثم كان فيلم «وخز الضمير» فى ١٩٣١، الذى فتح له أبواب السينما، ولم يكتف بالتمثيل فقط وإنما عمل كمساعد مخرج في العديد منها وخاصة أفلام يوسف وهبي ولكنه في عام 1947 اضطر للتفرغ التام للتمثيل بعد فيلم “القناع الأحمر” وخاصة بعد ازدياد الطلب عليه بعد انتشار موجة أفلام الكوميديا ذلك الوقت.
حمل النابلسي، لقب العازب الأشهر في السينما في ذلك الوقت، حتى وصل سن 60، حتى وقع في حب متصلة عنفته عندما قال أن الفتاة التي يحبها لم تخلق بعد، وكانت المتصلة تدعى جورجيت وعمرها 17 عامًا، ولأنه كان مسلمًا ويكبرها بـ 43 عامًا وهي مسيحية واجهت قصة حبهما اعتراض أسرتها ما جعله يختطفها مرتين.
ولعب عبد السلام النابلسى دور البطولة فى فيلم “حلاق السيدات”، وكان قد ظهر فى أكثر من فيلم مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، حيث ظهر معه عام 1955 فى فيلم “ليالى الحب”، ثم “فتى أحلامى 1957 و”شارع الحب” 1958 و”حكاية حب” 1959 و”يوم من عمرى” 1961.
وفي المرة الأولي قام النابلسي باختطاف “جورجيت” وتزوجها في منزل صديقه فليمون وهبي، إلا أنه أتصل بأهلها خوفا من قلقهم عليها، والذين أخذوا زوجته للتحقق من صحة عقد الزواج، لكنهم نقضوا وعدهم ما دفعه لاختطافها مرة أخرى.
عانى أزمة مع مصلحة الضرائب المصرية، في أيامه الأخيرة وكان مهددًا بالسجن بعدما تراكمت عليه ووصلت لـ 12 ألف جنيهًا وهو مبلغ كبير وقتها، فقرر السفر وقام ببيع ممتلكاته وشقته ووضع المال في “دبدوب” أعطاه لابنة صديقة محمد سلمان، ولسوء حظه وضع أمواله في بنك أعلن إفلاسه.
وتوفى عبد السلام النابلسى فى ٥ يوليو ١٩٦٨، بعد تردى حالته الصحية عقب إعلان بنك «إنترا» إفلاسه، والذى كان يودع فيه كل أمواله، ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة فتكفل بها فريد الأطرش.