يبدو أن نبض الأرض لن يتوقف فى منطقة شرق المتوسط بين زلازل قوية وهزات أرضية خفيفة مازالت القشرة الأرضي في محيط الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فى السادس من فبراير الماضي، تهتز بدرجات متفاوتة لكن الأخطر ما حدث خلال الـ 24 ساعة الماضية حيث تم رصد 8 هزات أرضية متتالية.. ماذا يحدث في أرض الشام؟
في وقت يحتفل فيه المسلمين بجميع أنحاء العالم بأول الليالي الوترية في شهر رمضان، حيث يؤدون صلاواتهم وعبادتهم في سكينة وقلوب مطمئنة كان السوريون في شأن آخر حيث بلغت القلوب الحناجر وبلغ الخوف مبلغه إذ لم تتوقف الأرض عن الاهتزاز، حيث ضربتهم 8 هزات أرضية متتالية خلال 24 ساعة فقط، فقدوا معاها أي شعور بالأمان حيث تراقصت أمامهم أشباح الزلزال المدمر في السادس من فبراير، الذي راح ضحيته الآلاف، ومن نجا ظل حبيس الركام لساعات وخرج ليجد نفسه فقد كل شئ وأن النجاة أكثر آلما من الرحيل عن الحياة.
وأعلن مرصد الزلازل السوري، أن محطات الشبكة السورية للزلازل رصدت 8 هزات أرضية في البلاد، حيث ترواحت شدتها خلال 24 ساعة الماضية.
ولفت المرصد، إلى أن الهزات الأرضية الثمانية تم رصدها بواقع هزة أرضية في مدينة حمص، و4 هزات في منطقة لواء اسكندرون، فيما جاء الثلاث هزات المتبقية في تركيا.
وذكر مركز الزلازل السوري، أن الهزات الأرضية الثمانية ترواحت شدتها ما بين 2.1 و3.7 درجة على مقياس ريختر، وأنها لم تكن على عمق واحد، بل أعماق مختلفة وصل بعضها إلى 38 كم.
وقد تحدث الزلازل في أي نقطة في العالم لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها، لاسيما مناطق أحزمة الزلازل الثلاثة، حيث يكون الحزام الناري الأخطر على الإطلاق ويحدث به نحو 80% من الزلازل والبراكين في العالم، ثم الحزام الألبي الذي يحدث به 17% من الزلازل ويوجد أيضا منطقة حزام منتصف الأطلسي.
وكشف تاريخ الزلازل خلال العقود الماضية، أن دول الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان الأكثر عرضة للزلازل في العالم.
ويرى علماء الزلازل أن الهزات الأرضية تأتي بالأنماط نفسها عاما بعد عام، حيث يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم وفي أي وقت ولكنها كل مرة تكون بنفس الأنماط العامة.
وكشف المعهد الأمريكي، إن الزلزال الضخم في السادس من فبراير الماضي بتركيا والذي امتد لسوريا، وأدى رحيل نحو 50 ألف ضحية مرتبط بمناطق صدع شرق الأناضول.
وفي تصريحات لقناة “الحرة”، أكد الرئيس الأسبق لمعهد البحوث الفلكية المصري الدكتور صلاح محمود، أنه من بين أكثر المناطق المعرضة للزلازل المناطق التي تطل على البحر المتوسط بسبب التقارب بين القارتين الأوروبية والإفريقية، وهذا يظهر بشكل واضح في الزلازل بدول مثل قبرص و تركيا واليونان والجزائر والمغرب.
ومع كل هذا أكثر ما يخشاه السوريين أن تكون الهزات الأرضية المتتالية على الرغم من ضعف قوتها، أن تكون مجرد بروفة لزلزال ضخم قادم يستعد للإعلان عن نفسه والخروج لتمزيق الأرض، لاسيما أن هذا التتالي في الهزات الأرضية خلال وقت قصير قد تكرر خلال الأسابيع الماضية، حتى أنه تم رصد 22 هزة أرضية خلال 24 ساعة في وقت سابق.. فهل آن لقلوب السوريين والأتراك أن تهدأ أم الدمار مازال في الأفق؟