خواطر أحلام مستغانمي عن الفراق ، ما أصعب الشعور بالفراق! فهو من أصعب الأجاسيس التي يمكن أن يشعر بها الإنسان ويمكن أن يكون الفراق بالموت أو السفر او الإنفصال، إي كان شكل الفراق قكلهم له مذاق صعب جدا.
وهناك الكثير من الكتاب ترجموا إحساس الفراق على هيئة كلمات في الكتب والروايات، ومنهم الكاتبة “أحلام مستغانمي” فقد تحدثت عن الحب وروعته وكذلك عن الفراق ومرارة إحساسه وذلك في العديد من رواياتها.
فإليكم خواطر أحلام مستغانمي عن الفراق:-
ثمّة رجال لا تكسبينهم إلاّ بالخسارة. عندما تنسينه حقاًً سيتذكّرك. ذلك أنّنا لا ننسى خساراتنا! كان يعتقد أنّه يمتلك ثقافة البهجة، بينما تملك هي ثقافة الحزن، ولا أمل في انصهار النار بالماء.
فكيف انقلبت الأدوار، وإذ بها هي من يشتعل فرحاً، بينما شيء منه ينطفئ، وهو يتفرّج عليها تغنّي ؟ ربما كان يفضّل لو خانته مع رجل، على أن تخونه مع النجاح. النجاح يجمّلها، يرفعها، بينما اعتقد أنه حين ألقى بها إلى البحر مربوطة إلى صخرة لامبالاته، ستغرق لا محالة. – (مقتطفات من كتاب الاسود يليق بك) هُنالك زمن لم يخلق للعشق.. هُنالك عُشاق لم يخلقوا لهذا الزمن.. هُنالك حُب خلق للبقاء.. هُنالك حُب لا يبقي على شيء.. هُنالك حُب في شراسة الكراهية.. هُنالك كراهية لا يضاهيها حب.. هُنالك نسيان أكثر حضوراً من الذاكرة.. هُنالك كذب أصدق من الصدق.
كلّ من كنت أظنّهم سعداء انفضحوا بحماستهم للانخراط في حزب النسيان. ألهذا الحدّ كبيرٌ حجم البؤس العاطفي في العالم العربي؟! لا أحد يعلن عن نفسه. الكلّ يخفي خلف قناعه جرحاً ما، خيبةً ما، طعنة ما. ينتظر أن يطمئنّ إليك ليرفع قناعه ويعترف: ما استطعت أن أنسى! أمام هذه الجماهير الطامحة إلى النسيان، المناضلة من أجل التحرّر من استعباد الذاكرة العشقيّة، أتوقّع أن يتجاوز كتابي – نسيان كم – أهدافه العاطفيّة إلى طموحات سياسيّة مشروعة.
فقد صار ضروريًّا تأسيس حزب عربي للنسيان. سيكون حتماً أكبر حزب قومي، فلا شرط للمنخرطين فيه سوى توقهم للشفاء من خيبات عاطفيّة. أُراهن أن يجد هذا الحزب دعماً من الحكّام العرب، لأنّهم سيتوقّعون أن ننسى، من جملة ما ننسى، منذ متى يحكمنا بعضهم، وكم نهب هو وحاشيته من أموالنا، وكم عَلِقَ على يديه من دمائنا.
دعوهم يظنّوا أنّنا سننسى ذلك! في تلك المرّة الوحيدة التي جلسا فيها في حديقة عامّة، أصيبت بالذعر حين مرّ بهما أحد المختلّين وهو يتشاجر مع نفسه، ويشتم المارّة ويهدّدهم بحجارة في يده. ظاهرة شاعت بسبب فقدان البعض صوابهم وتشرّد الكثيرين إثر الحرب الأهليّة… وما حلّ بالناس من غُبن وأهوال. ما زالت تضحك لتعليق مصطفى يومها وهو يطمئنها: ـ لا تخافي، نحن هنا في عصمة المجانين… لو داهمتنا الشرطة سأتظاهر بالجنون وأضربك فينصرفوا عنّا… إنّهم لا يتدخّلون إلاّ إذا قبّلتك! أكبر لغزين في الحياة هما قطعاً الموت والحبّ.
كلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج (المكتوب).
لذا، تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما.
ذلك أنّ لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره، ليأخذ هذا الشخص دون سواه، بهذه الطريقة لا بأخرى، ولا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات.
لماذا هو ؟ لماذا نحن ؟ لماذا هنا ؟ لماذا الآن ؟ لا أحد عاد من الموت ليخبرنا ماذا بعد الموت. لكن الذين عادوا من الحبّ الكبير ناجين أو مدمّرين، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه، ويصفوا لنا سحره وأهواله، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه، لوجه الله.. أو لوجه الأدب. لا تنازلي رجلاً بتقديم مزيد من التنازلات.
في التبضّع، كما في الحبّ، الرجل لا يحبّ التنزيلات، يريد ما ندر وغلا. أذكر تلك المقولة الساخرة: ثمة نوعان من الأغبياء: أولئك الذين يشكون في كل شيء.
وأولئك الذين لا يشكون في شيء. نحتاج أن نستعيد عافيتنا العاطفية كأمة عربية عانت دوما من قصص حبها الفاشلة، بما في ذلك حبها لأوطان لم تبادلها دئماً الحب. أيها الرجال الرجال سنصلي لله طويلاً كي يملأ بفصيلتكم مجدداً هذا العالم وأن يساعدنا على نسيان الآخرين.
لا تستنزفي نفسك بالأسئلة كوني قدرية، لا تطاردي نجماً هارباً فالسماء لا تخلو من النجوم، ثم ما أدراك ربما في الحب القادم كان نصيبك القمر.