هذه الزكاة من السنن الأساسية قبل عيد الفطر المبارك ، ولكن ما هو توقيتها بالضبط وما شروطها ، ومتى تصبح الدقيقة معيارا للحكم على صحتها ولا مجال للتهاون في مواعيد مقررة فقهيا لها.. فهل يمكن إلغاء زكاة الفطر وعدم احتسابها لدافعها مهما كان المبلغ كبيرا.
إنها تطهير للصائم مما قد يكون وقع منه خلال شهر رمضان الكريم من لغو أو قول يتنافى مع الآداب العليا والغاية المثلى التي من أجلها شرع الصيام الذي يرقى بالنفس والروح النبل الإنساني في الإحساس بذوي الحاجات.
فرض على الكبير والصغير
وشرعا تعد زكاة الفطر فرضا على كل مسلم ويشمل القيام بها الصغير والكبير ويعتد العلماء في ذلك بما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والعبد من المسلمين. وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس للصلاة.
تعد زكاة الفطر في نفس الوقت طعمة للمساكين في واحدة من أرقى صور التضامن الإنساني قبل حلول موعد فرحة عيد الفطر المبارك، بحيث يستغني المساكين عن السؤال يوم العيد وتعم الفرحة الجميع.
متى تكون مقبولة كزكاة
ويؤكد الشرع الحنيف على موعد زكاة الفطر من حيث التوقيت وفي ذلك أهمية قصوى لمن أراد أن يؤديها كما فرضت «زكاة فطر» بحيث يتم إخراجها «قبل صلاة العيد» استحبابا.
وبالتالي تعد زكاة الفطر مقبولة حال أدائها قبل صلاة عيد الفطر، لكن من أداها بعد الصلاة تكون بالنسبة له صدقة من الصدقات
وقتان لإخراج زكاة الفطر
وإجماعا يوجد وقتان لإخراج زكاة الفطر هما:
وقت الوجوب و يجب فيه إخراج زكاة الفطر بتوقيت غروب شمس اليوم الأخير من شهر رمضان الكريم وفق العديد من المذاهب الفقهية الموثوقة.
وما الوقت الثاني؟
الوقت الثاني لإخراج زكاة الفطر وهو وقت الأداء بحيث يسمح الشرع الحنيف بتعجيل زكاة الفطر بدءا من أول أيام شهر رمضان المبارك ويكون الصوم في تلك الحالة إجازة السماح بإخراج زكاة الفطر.
ضوابط شرعية لا تقبل موائمة
هل يمكن إخراج زكاة الفطر قبل شهر رمضان الكريم ؟التوقيتات المحددة سلفا لدفع زكاة الفطر لا ينبغي تجاوزها وبالتالي يجوز لمن أراد أن ينفق صدقات قبل شهر رمضان أن ينفق كما يشاء لكن كل ما ينفقه هو صدقة ولا يعد زكاة الفطر ما لم ينوِ دفعها باعتبارها زكاة فطر مع الالتزام بالمواعيد الشرعية المقررة لها.
هكذا يفرض الإسلام صور التضامن الإنساني بأرقى معانيه بما يحفظ كرامة البشر ويضمن سعادتهم.. وفق مبادئ وقيم وأحكام عاشها المسلمون قبل أن يعرف العالم منظمات حقوق الإنسان وقبل أن تقرر الدول تنظيم وزارات للتضامن الاجتماعي.