كانت لها في قلبه مكانة خاصة فهي ربيبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وريحانة فؤاده، ومن قبله تقدم إلى خطبتها الصديق أبو بكر والفاروق عمر، فلم يوافق الرسول.. إلى أن جلس «علي» أمامه صامتا فسأله: « لعلك جئت تخطب فاطمة».. وأمهرها – رضى الله عنه – درعه.. ولكن السؤال هل حدث خلاف بينهما وقد كانا نموذجا لبيت سقفه السعادة وجدرانه الرضا؟
أحب «على» فاطمة أشد ما يحب الرجل زوجته وكان يغار عليها حتى من السواك، الذي رآه يوما في فمها فقال: ظفِرْتَ يا عُودَ الأراكِ بِثَغْرها، أمَا خِفْتَ يا عودَ الأراكِ أراكَ؟
برغم المكانة العالية لعلي بن أبي طالب لكنه لم يكن كثير المال، حتى أن الزهراء – رضى الله عنها – شكت التعب من آلة الطحين وطلبت من أبيها – صلى الله عليه وسلم – خادما، فرفض الرسول لأنه رأى أن فقراء الصحابة أولى بالاهتمام، وذلك على الرغم من أنه – عليه الصلاة والسلام – هو القائل: «فاطمة بَضْعَة (أي قطعة) مِنِّي، فَمَنْ أَغْضبها أَغْضَبَنِي»، لكنها معايير العدل والإيثار التي علمت الدنيا كيف تكون الإنسانية.
خلاف في بيت بنت الرسول
الخلافات الزوجية لم تكن بعيدة عن بيت «علي ابن أبي طالب» – رضى الله عنه – لكن المعيار كان في طريقة التعامل مع الخلاف.. فحين زار الرسول الكريم قُرَّة عينه فاطمة – رضى الله عنها – لم يجد زوجها عليا في البيت فلما سأل فاطمة عنه قالت:
كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج…
ولما علم الرسول الكريم أن عليا في المسجد جاءه وهو مضطجع وقد سقط رداؤه بتعرض إلى تراب، فأخذ النبي – صلى الله عليه وسلم – يمسح التراب عن الرداء ويقول لعلي: «قم أبا تراب».
رفض الرسول زواج «علي» على الزهراء
كانت لمحاولة زواج علي ابن ابي طالب – رضى الله عنه – من ابنة أبي جهل قصة توقف عندها العلماء.. فقد استأذن بنو هشام بن المغيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يزوجوا ابنتهم عليا، فرفض الرسول الكريم ذلك.. بل إن شرط النبي الكريم تضمَّن – حينئذ – أنه حال أراد علي ابن أبي طالب ذلك فعليه أن يطلق فاطمة.
أراد الرسول الكريم أن يعلم الأمة مقصده من ذلك القرار وأكد أنه لا يحرم حلالا ولا يحل حراما ولكن ابنته رضي الله عنها لا تجتمع وبنت عدو الله – يقصد أبا جهل – وقد تناول البعض تلك الواقعة عن غير علم فزعموا أن الرسول الكريم حرَّم تعدد الزوجات ولم يفهموا مقصده من تلك الواقعة. .
الحب الصادق لدى تربية بيت النبوة
أحب علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء رضي الله عنها.. وعاشا تظللهما السعادة والقناعة والرضا وكانت بالنسبة له بمثابة الروح من الجسد فعاش لها بالوفاء وعاشت له بالإخلاص ولم يكن لأي خلاف بينهما – إن حدث – أن يأخذ أكبر من حجمه فكلاهما ربيب بيت النبوة المبارك.