عاش في ثلاث ظلمات..لن تتخيل كيف عاش سيدنا يونس في بطن الحوت

هل تساءلت يوما عندما سمعت قصة سيدنا يونس ..لماذا أمر الله الحوت أن يبتلعه؟ وكيف عاش سيدنا يونس وسط هذه الظلمة في ذلك المكان المخيف؟
والأغرب أنه سمع صوتا غريبا وهو داخل بطن الحوت أثار خوفه وانتباهه فماذا كان هذا الصوت ؟ وكيف استطاع سيدنا يونس التعايش والنجاة بعد خروجه من بطن الحوت ؟..سأحكي لكم الحكاية في التقرير التالي:

النبى يونس عليه السلام هو ابن متى عليه السلام الذي كان من قرية نينوى فى شمال العراق بالموصل، وأوحى الله سبحانه وتعالى إليه كما أوحى لغيره من الرسل عليهم السلام أجمعين، وجعله الله سبحانه وتعالى من الصالحين الأخيار والذين فضلهم على العالمين، وقد ذكر يونس عليه السلام باسمه الصريح 4 مرات فى القرآن الكريم، كما توجد أيضا سورة يونس، ولقد سمى يونس عليه السلام بصاحب الحوت كما سمى بذى النون .

دعا يونس عليه السلام قومه وبعثه الله اليهم وكانوا يعبدون الاصنام ولكنهم قابلوه بالاعراض والجفاء فهددهم بحلول عذاب الله سبحانه وتعالى عليهم بعد ثلاثة أيام إن لم يؤمنوا بالله .

فخرج من أرض قومه متجها نحو البحر، وكان على سيدنا يونس أن يسلم الأمر الله فليس لنبى أن يترك بلده وقريته ويخرج أو يهاجر دون الإذن من الله، لذلك نهى الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ان يكون كصاحب الحوت فى قلة صبره .

ولما رأى قوم يونس عليه السلام أمارات العذاب وأيقنوا نزول العذاب بهم تابوا الى الله سبحانه وتعالى وندموا على تكذيبهم لسيدنا يونس.

أما سيدنا يونس فسار حتى ركب سفينة، وفى عرض البحر اضطربت براكبيها حتى كادوا يغرقون وكان لابد من إلقاء راكب من ركابها حتى ينجوا الآخرون وما كان من حل آخر غير أن يقترع ركاب السفينة.

فلما اقترعوا وقعت القرعه على يونس عليه السلام، وكانوا يعرفونه فأبوا أن يلقوه فى الماء فأعادوا القرعة مرة ثانية وثالثة، فخرج سهمه أيضا وعندها لم يجدوا بدا من إلقائه فى البحر، وبعث الله سبحانه وتعالى حوتا لكى يلتقمه وطاف به فى البحار كلها وأوحى الله اليه ألا يهلك يونس عليه السلام فلا يأكل لحمه ولا ينهش عظمه وأحاطت به ثلاث ظلمات ” ظلمة البحر وظلمة الحوت وظلمة الليل ” ولبث فى بطنه مدة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .

ولقد سمع نبى الله يونس عليه السلام تسبيح الحصى ومخلوقات البحر من أسماك وغيرها وهو فى بطن الحوت .فأدرك وقتها ما استحق عليه اللوم من الله سبحانه وتعالى، فأقبل على الله وأثنى عليه فذكره وسبحه وتضرع اليه بأن يفرج كربه.

فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ، فقذفه الحوت بأمر من الله سبحانه وتعالى الى شاطئ البحر وهو سقيم الجسد من شدة ما أصابه، وأنبت الله سبحانه وتعالى عليه شجرة من اليقطين لكى يستظل بها ويأكل منها، وقد ذكر العلماء فى حكمة إنبات اليقطين عليه أنها عباره عن شجره فيها الكثير من المنافع وأنها مقوية للبدن وأن ثمره يؤكل بكل أشكاله سواء نيئا او مطبوخا وبقشره وببذره أيضا ولما تعافى يونس عليه السلام امره الله سبحانه وتعالى بالعودة الى قومه مرة أخرى بعد ان غادرهم فوجدهم أمنوا بالله سبحانه وتعالى،ومكث فيهم حتى موعد رحيله.

Exit mobile version