فتوى تثير الجدل بشأن زواج المسلمة بغير المسلم

إلى أي مذهب ينتمي أصحاب تلك المناهج في تونس؟ ومن يحكم الفتوى في ذلك البلد؟ وهل تؤسس تلك المجموعة لدين جديد لم يسمع به الناس من قبل؟ أسئلة كثيرة تثيرها تلك الفتوى الغريبة التي بررها أحد مشايخ تونس.

من قسمة الميراث المتساوية بين الرجل والسيدة إلى حق المسلمة في الزواج من غير المسلم.. تتعدد الفتاوى الرائجة في تونس دون حسيب أو رقيب، هذه الفتاوى كان آخرها جواز ارتباط السيدة المسلمة بمن تشاء من غير المسلمين..

شرطان لا بديل عنهما

فقهيا يجوز في الإسلام زواج الرجل المسلم بالسيدة غير المسلمة على أن يتوافر لديها شرطان هما: «أن تكون تلك السيدة عفيفة»، والشرط الثاني: «أن تكون تلك السيدة غير المسلمة التي يريد الرجل الزواج منها على دين سماوي آخر». بينما لا يجوز العكس إلا بشرط إعلان الشخص غير المسلم إسلامه.

مزاعم التجديد تطال الثوابت

ولكن الإمام التونسي محمد بن حمودة أثار موجة من الانتقادات بعد أن أصدر فتوى غريبة تماما، في رأي اعتبره كثيرون خلطا واضحا بين دعوات تجديد الخطاب الديني وخلط المفاهيم. بينما تمسك الرجل بموقفه بزعم أن طائفة من العلماء يؤيدون ذلك الرأي وأنه – على حد وصفه – رأي فقهي.

قواعد الارتباط بغير المسلم

«يجوز ارتباط المسلمة بغير المسلم في حياة زوجية ، كما يجوز ارتباط المسلم بغير المسلمة».. إلى تلك الفتوى خلص الإمام التونسي .. بل ذهب إلى أبعد من ذلك بمحاولة تدعيم رأيه بأن قواعد الزواج المعمول بها في تونس تشترط حال زواج المسلمة بغير المسلم على أن الأخير أعلن إسلامه بموجب شهادة رسمية.

أزمة الشهادة الورقية

الإمام التونسي يعتبر أن ذلك الشرط تبخر مع مرور الزمن وأن تلك الشهادة التي تثبت إسلام غير المسلم الذي يريد الزواج بمسلمة أصبحت شهادة ورقية ولم تعد مطلبا رئيسيا لأن من يزعم أنه يقدمها لإتمام الزواج يبق على حاله ولا يغير اسمه إلى اسم غير مسلم.

توجيهات تؤيدها الرئاسة

ربما لا يجد الإمام التونسي في قوانين بلاده ما يضعه تحت طائلة المساءلة فقد سبق للرئاسة التونسية أن باركت قرارا بإلغاء الحظر الذي كان مفروضا على ارتباط التونسيات بغير المسلمين، بناء على توجهات أيدها الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي وهو التوجه الذي وجد تأييدا من مؤسسات دينية رسمية في البلاد أبرزها دار الإفتاء التونسية.
وفق قناة الغد.

رفض الدوائر الفقهية

ذلك التوجه المدعوم رسميا في تونس بالسماح للسيدة المسلمة بالارتباط بغير المسلم قوبل برفض شديد من مختلف العلماء والدوائر الفقهية الرسمية في العالمين العربي والإسلامي حيث اعتبر الداعية الكويتي نبيل العوضي أن تونس بلد ضد القرآن والإسلام. وفق قناة الراي

موجة الحريات السائدة في تونس ربما أتاحت للتونسيين رواج أفكارهم دون قيود لكن يبدو أن تلك الحرية تحاول النيل من ثوابت الدين دون علم.. فلعل العلماء المستقلين في ذلك البلد يستطيعون إعادة الأمور إلى صوابها.

Exit mobile version