رجل من اليمن وقع في حب امرأة، وترعرعت قصة حبهما، إلا أن أهلها رفضوه زوجًا لها، فقررا أن يتركا اليمن متجهين إلى مكة.
لكن ماذا فعلا في بيت الله؟ وكيف نزلت عليهم العقوبة الإلهية في الحال؟ وماذا فعل الرسول عليه الصلاة والسلام بأثرهم. لنعرف التفاصيل في حلقة اليوم من«الملخص».
قصة زواج فاشلة
يعود أصل الرواية إلى رجل من أهل اليمن اسمه إساف، تقدّم إلى امرأة اسمها نائلة، إلا أن أهلها رفضوا هذا الزواج، فقررا أن يتركا اليمن ويرحلوا إلى بلاد الحجاز وتحديدًا إلى مكة.
ومع موسم الحج كان لهما ما أرادا، وانتقلا مع وفود الحجاج التي كانت تخرج كل عام من اليمن، حتى وصلا إلى أرض مكة ولم يعرفهما الناس.
عند بيت الله الحرام
هناك قرر إساف ونائلة أن يعيشوا حياة جديدة لا يعرف عنها أهلهم شيء، إلى أن حدث ما لم يتوقعه أحد، وحينها انقلبت حياتهم رأسًا على عقب.
إساف تواعد مع حبيبته نائلة في موسم الحج، وفي غفلة من الناس فجر بها عند بيت الله الحرام، فمسخهما الله عز وجل حجرين «عبرة لمن يريد أن يعصي الله في الحرم».
زمن عبادة الأصنام
مع مرور السنين، بدأ علماء هذه الرواية يختفون بعض الشيء، إلى أن جاء عهد عمرو بن لحيّ أحد أسياد مكة والعرب وكان يُكنى بـ«أبو الأصنام» لأنه أول من دعا إلى عبادة الأصنام في بلاد العرب.
وكان حينها الحجرين السالف ذكرهما موجودين في محيط الكعبة، ولما عبدت الأصنام عُبد معهم هذين الصنمين.
في الصفا والمروة أم بجوار الكعبة
للأخباريين قصص في إساف ونائلة، ورغم أنها تتشابه في مطلعها بالفعل المشين، إلا أن هناك اختلافات حول مكانهما، فيقول البعض إن العرب وضعوا أحد الحجرين بجوار الكعبة مباشرة، والآخر كان في موضع زمزم؛ ليتعظ الناس بهما في موسم الحج كل عام.
وفي رواية أخرى، فإن صنم إساف كان حيال الحجر الأسود، وصنم نائلة فكان حيال الركن اليماني، ولما جاء عمرو بن لحيّ، نقلهما إلى الكعبة ونصبهما على زمزم، فطاف الناس بالكعبة وبهما حتى عُبدا من دون الله.
أما المؤرخ الكبير «أحمد اليعقوبي» الذي عاش في عصر الدولة العباسية، فقد قال إن “عمرو بن لحي” وضع «صنم هُبل» عند الكعبة، فكان أول صنم وضع بمكة، ثم وضعوا إساف ونائلة كل واحد منهما على ركن من أركان البيت.
فكان الطائف إذا طاف بدأ بإساف فقبله وختم به الطواف، ونصبوا على الصفا صنمًا يقال له «مجاور الريح» وعلى المروة صنمًا يقال له «مطعم الطير».. والشاهد هنا أن «اليعقوبي» ممن يرون إن إساف ونائلة كانا عند الكعبة، لا على الصفا والمروة.
استرابة: ماذا فعل الرسول الكريم فيهما؟
وفي كتابه «المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام» قال الدكتور جواد علي، إن قريش دون عن باقي القبائل كانت تعظم إساف ونائلة، وتذبح عندهما وتسعى بينهما.
بل وصل الأمر إلى أنه إذا أراد شخص ما أن يقسم فكان يذهب إليهما، مثلما فعل أبو طالب بن عبدالمطلب سيد قريش، حين تحالفت قريش على بني هاشم.
وفي عام الفتح الإسلامي، حرص الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكسر الأصنام كافة وكان منها صنم نائلة وصنم إساف.
قول السيدة عائشة
وفي كتابه “السيرة النبوية”، قال محمد بن إسحاق: واتخذوا إسافا ونائلة، على موضع زمزم ينحرون عندهما، ثم قال: حدثني عبدالله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبدالرحمن بن سعد أنها قالت: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: «ما زلنا نسمع أن إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأة من جرهم.. أحدثا في الكعبة.. فمسخمها الله تعالى حجرين».