كثيرًا ما نسمع عن حكايات كان الجان فيها هو البطل ، ولكن بالرغم من أن الله منح الجان قدرات خاصة لم يمنحها للإنس جميعًا إلا أن الله حمى النبي عليه الصلاة والسلام منهم فقد بعثه الله ليدعو الإنس والجان أيضًا دون أن يأذوه ، برأيكم ما هي قصة الجان مع النبي وهل بايع الرسول الجان بالفعل؟ هذا ما سنرويه لكم في ملخص القصة ..
الجان هم خلق الله الآخر، إذ خُلقوا من نار بينما خُلق الإنس من طين، والجِن فيهم الصالحون الذين آمنوا برسالاتِ الله تعالى السماوية والتي أنزلها على أنبيائه، ومنهم القاسطون والظالمون الذين تمردوا على أمر الله تعالى وفسقوا وطغوا، وزعيم هؤلاء هو إبليس عليه لعنةُ الله تعالى الذي أبى الامتثالِ لأمرِ الله تعالى والسجودِ لآدم، وقد ورد ذكر الجان في مواطنَ عدةَ في القرآن الكريم، كما سُمّيت سورةٌ في القرآن باسم الجان.
يروى لنا أن النبي اجتمع بالجان ليلاً في مسجد عُرف بعد ذلك بمسجد الجان ، وتلا عليهم آيات كريمة من القرآن ، وكانوا يتزاحمون حوله صلى الله عليه وسلم ويركب بعضهم فوق بعض حتى يقتربوا منه ليستمعوا الى القرآن ، بعد ذلك بايع النبي الجان فيه فسمي بمسجد البيعة ، وفيه نزلت سورة الجان على الرسول الكريم وقرأ على نفر منهم ربعاً من القرآن الكريم .
وفي هذه القصة ، قيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما كان قادمًا من الطائف الى مكة ذات ليلة، نزل في وادي نخلة، وهو واد ما بين البلدين، وفي الليل الدامس، وليس معه رفيق غير الله سبحانه وتعالى توضأ وقام يصلي، ورفع صوته بالقرآن، يستأنس به في وحشته، وفي سفره ، حينها جاء إلى الوادي جن من اليمن في تلك الليلة ، و ملؤوا وادي نخلة و كانوا يستمعون للقرآن، فأخذ الرسول يرفع صوته بكلام الله عز وجل .
وكان من أدب الجان حينئذ أن سيدهم كان يسكتهم، ليسمعوا القرآن، ويقول لهم: “أنصتوا” فكانوا ينصتون، فلما أن انتهى الرسول من الصلاة والتلاوة، تفرقوا وضربوا بقاع الأرض، ووصلوا إلى قومهم في اليمن، ودعوهم إلى الإسلام .
أوحى الله إلى النبي بأنه ارسل إليه الجان وقد استمعوا إليه و أنصتوا بإهتمام و أنهم انطلقوا من بعد ذلك ليقولوا لقومهم عن القرآن الذي أُنزل بعد موسى و بدأوا يدعون باقي الأقوام من الجان لتوحيد الله عز وجل .
واما عن حقيقة اجتماع النبي ، بالجان في المسجد ، فقد قيل أنهم استمعوا إلى النبي فقط ولكن لم يراهم أو يروه فقد حيل بينه وبينهم وهذه هي الرواية المرجحة.
