مع كثرة الحوادث المنتشرة الفترة الأخيرة من قتل وفساد، زاد تساؤل الكثير من الأشخاص حول تفسير الآية القرآنية بسورة البقرة، التي تقول: {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدمآء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ”
من جانبه قال الشيخ الشعراوى في خواطره: “كيف عرف الملائكة ذلك؟ لابد أن هناك حالة قبلها قاسوا عليها، أو أنهم ظنوا أن آدم سيطغى في الأرض، ولكن كلمة سفك وكلمة دم، كيف عرفتهما الملائكة وهي لم تحدث بعد؟”.
لماذا قالت الملائكة «أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء» وكيف عرفوا ذلك؟
وأضاف: ” لابد أنهم عرفوها من حياة سابقة، والله سبحانه وتعالى يقول: {والجآن خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السموم}.. [الحجر: 27].فكأن الجن قد خلق قبل الإنسان”.
وتابع : “وقوله تعالى: {إني أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.معنى ذلك أن علمك أيها المخلوق مناسب لمخلوقيتك. أما علم الله سبحانه وتعالى.. فهو أزلي لا نهائي.”
فيما ذكرت رواية عن ابن عباس ، تنبئ عن أن قول الله جل ثناؤه : ” وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ” خطاب من الله جل ثناؤه لخاص من الملائكة دون الجميع ، وأن الذين قيل لهم ذلك من الملائكة كانوا قبيلة إبليس خاصة – الذين قاتلوا معه جن الأرض قبل خلق آدم – وأن الله إنما خصهم بقيل ذلك امتحانا منه لهم وابتلاء ، ليعرفهم قصور علمهم وفضل كثير ممن هو أضعف خلقا منهم من خلقه عليهم ، وأن كرامته لا تنال بقوى الأبدان وشدة الأجسام ، كما ظنه إبليس عدو الله .
ومصرح بأن قيلهم لربهم : ” أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ” كانت هفوة منهم ورجما بالغيب ، وأن الله جل ثناؤه أطلعهم على مكروه ما نطقوا به من ذلك ، ووقفهم عليه حتى تابوا وأنابوا إليه مما قالوا ونطقوا من رجم الغيب بالظنون ، وتبرأوا إليه أن يعلم الغيب غيره ، وأظهر لهم من إبليس ما كان منطويا عليه من الكبر الذي قد كان عنهم مستخفيا .