في أحيان عدة يشعر قارئ كتاب الله تعالى بعض المتشابهات في الآيات بين السور المختلفة في القرآن الكريم، قد تأتي آيات متشابهات بين كلمتين أو أكثر، أو في الموضع، حيث أن الموضع المتقدم في القرآن عادة يبدأ بحرف متقدم من حروف الهجاء.
ماذا تعنى المتشابهات في القرآن الكريم ؟
المتشابهات وفقًا لما أكده أهل العلم والمفسرين لكتاب الله تعالى، هي التشابة في كلمة أو أكثر في آيات السورة الواحدة، أو التشابة بين موضع متقدم في سورة وسورة أخرى.
على سبيل المثال: في سورة البقرة في الآية 18، ” صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ “، وفي السورة نفسها لكن في الآية 171، ” صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ “، فالتشابة هنا في الموضع المتقدم بحرف متقدم من حروف الهجاء في السورة نفسها باختلاف الآيات فقط.
كما يمكن أن يأتي التشابة بين السور وبعضها في القرآن الكريم، هذا منتشر بشكل كبير في القرآن، فمثلًا: في سورة يونس في الآية 38، ” وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ “، ويوازيه في التشابة الآية 23 من سورة البقرة، ” وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ “.
وقد يكون التشابة أيضًا في المعنى مع اختلاف ترتيب أو تكوين الآية، وظهر ذلك جليًا في الآية 11 من سورة الأعراف، ” إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ “، والتي تشابهت مع الآية 31 من سورة الحجر، ” إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ “.
أما عن متشابهات ربع يس مع القرآن الكريم :
فهناك مواضع في ربع يس حَمِلت تشابه مع القرآن الكريم، سنقوم بسرد كل موضع ومدى تشابهة مع آيات القرآن الكريم بالتفصيل :
1- ” مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً “، هذا الموضع يعتبر الوحيد في القرآن الكريم، وجاء يحمل اختلاف عن موضع سورة “ص”، حيث جاء متشابة معه لكن في سورة “ص” تم زيادة حرف “الواو” لـ”ما” بجانب إضافة كلمة “هؤلاء”.
مثال: مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ “يس : 49 “.
وَمَا يَنظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ” ص : 15 “.
2- ” وَنُفِخَ فِي الصُّورِ “، أما هذا الموضع فقد جاء متشابهًا مع 4 مواضع أخرى في القرآن الكريم، كما أن ثلاثة من بين المواضع الأربعة جاؤوا في بداية الآية، بينما جاء موضع وحيد في وسط الآية وذلك في سورة الكهف.
مثال: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ” يس : 51 “.
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ “الزمر : 68 “.
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ” ق : 20 “.
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا “الكهف : 99 “.
3- ” وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ “، هذا الموضع جاء في سورة يس في أخر الآية، إلا أنه الموضع الوحيد في القرآن الكريم بسبب بدأه بـ”ولا تجزون” بينما بدأ الآية في سورة الصافات بـ”وما تجزون”.
مثال : فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ” يس : 54 “.
وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ “الصافات : 39 “.
كما أن الموضع جاء في سورة النمل أيضًا، لكن ظهر بهذا الشكل: وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ” النمل : 90 “.
4- ” فلا يحزنك قولهم “، هذا أيضًا يعد موضع وحيد في الرآن الكريم، خاصة وأن الآية بدأت بـ” فلا يحزمك قولهم”، بينما جاءت مع اختلاف بسيط في سورة يونس، حيث جاءت بهذا الشكل: ” ولا يحزنك قولهم”.
مثال : فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ” يس : 76 “.
وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ۚ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” يونس : 65 “.