الدين والحياة

هل يجوز صيام الأيام البيض من رجب بنيتين أو أكثر؟.. اعرف الحكم

لعل ما يطرح السؤال عن هل يجوز صيام الأيام البيض من رجب بنيتين أو أكثر ؟ هو تزامن أول الأيام البيض مع اليوم الإثنين 13 من رجب ، حيث يجمع بين فضل صيام الإثنين وهو نافلة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك أول الأيام البيض من شهر رجب ، بل قد يطرح آخرون ممن عليهم قضاء من رمضان الماضي السؤال عن هل يجوز صيام الأيام البيض من رجب بنيتين أو أكثر ؟، فضلاً عن أصحاب النذور والكفارات، من هنا ينبغي الوقوف على حكم وحقيقة هل يجوز صيام الأيام البيض من رجب بنيتين أو أكثر ؟، خاصة وأن شهر رجب من الأشهر الحُرم التي يتضاعف فيها الفضل والثواب.

قالت دار الإفتاء المصرية،  إنه يجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض؛ فيقضي في رجب  ما فاته من رمضان، ويكتفي بكل يوم يقضيه عن صيام يوم من الأيام البيض من رجب، ويحصل بذلك على الأجرين، لكن الأكمل والأفضل أن يصوم كلًّا منهما على حدة.

وأوضحت “ الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: هل يجوز صيام الأيام البيض من رجب بنيتين أو أكثر ؟، أنه يجوز عند كثير من الفقهاء اندراج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس؛ أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل، وبناءً عليه: يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر رجب ، وبذلك تكتفي بصيام قضاء ما فاتها من رمضان عن صيام الأيام البيض ، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر رجب.

وتابعت:  وذلك قياسًا على من دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس بنية صلاة الفرض أو سنة راتبة، فيحصل له ثواب ركعتي تحية المسجد؛ لكون هذه الصلاة التي أداها قبل أن يجلس؛ قال العلامة البجيرمي في “حاشيته على شرح المنهج” (1/ 280): [وتحصل بركعتين فأكثر، -أي يحصل فضلها- ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: «إذَا دَخَلَ أَحَدُكُم الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْ»؛ ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت بذلك] اهـ.

وأشارت إلى أنه في مسألة الصوم قال السيوطي في “الأشباه والنظائر” (1/ 22): [لو صام في يوم عرفة مثلًا قضاءً أو نذرًا أو كفارة، ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما. قال: كذا إن أطلق. فألحقه بمسألة التحية] اهـ. على أننا ننبه أن المراد بحصول الثواب عن الأيام البيض  إنما هو ثواب أصل السُّنَّة فيها دون الثواب الكامل؛ فقد قال الرملي في “نهاية المحتاج” (3/ 208-209): [ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتَّب على المطلوب] اهـ.

ونبهت إلى أنه يجوز للإنسان أن يصوم في شهر رجب ما شاء الله له أن يصوم، فكل هذا من باب فعل الخير والتقرب إلى الله، بالإضافة إلى استحباب الصوم يومي الإثنين والخميس، والأيام البيض 13 و14 و15 من الشهر الهجري.

 وبينت أنه يُستحب صيام الأيام البيض من شهر رجب، حيث يكون لها فضل عظيم، فقد وردت بعض الأحاديث النبوية عن فضلها منها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة).

واستشهدت بما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله)، منوهة بأن شهر رجب من الأشهر الحرم، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة الليل)، فإذا كان هذا الفضل العظيم ثبت لشهر الله المحرم، فهو يثبت أيضًا لباقي الأشهر الحرم من ذي القعدة، وذي الحجة، وشهر الله الفرد رجب.

ياسمين شرف

ياسمين شرف حاصلة على بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة تقدير جيد جدا .. أعمل صحفية بقسم التحقيقات في جريدة تحيا مصر ، أهوى كتابة الروايات والرسم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى