بعد فترة طويلة من سيطرة لعبة “بوكيمون جو” على الجميع وخاصة الشباب والمراهقين حول العالم، ووصل الأمر إلى حد الإدمان، مؤخرًا ظهرت لعبة جديدة أشد عنفوان وخطورة وتهديد على الشباب ولاسيما المراهقين وهي لعبة “الحوت الأزرق”.
اللعبة أحدثت جدلًا كبيرًا بسبب ما تفعله، حيث أثبت الجميع مدى خطورتها، حيث أنها تدفع من يلعبها نحو الهلاك، ولكن هذه المرة المستهدفين هم الأطفال والمراهقون.
حالات انتحار ومراهقين ضحايا
اهتز العالم العربي منذ أيام بسبب أخبار تفيد بانتحار طفلين في الجزائر بعد أيام من الإدمان على لعبة “الحوت الأزرق”، كما توفيت الطفلة خلود سرحان العازمي، 12 عامًا، في السعودية بسبب اللعبة نفسها.
ليس هذا فقط بل وقبل هذه الحادثة في الجزائر تسببت هذه اللعبة كذلك بانتحار الطفلة أنجلينا دافيدوفا، 12 عامًا، من الطبقة الرابعة عشرة في روسيا.
بالإضافة إلى الطفلة فيلينا بيفن، 15 عامًا، بيفن قفزت من الطبقة الثالثة عشرة بمنزلها في أوكرانيا وتوفيت على الفور.
تفاصيل اللعبة المرعبة
لعبة الحوت الأزرق او الـ blue whale، هي عبارة عن “أبلكيشن” على الهواتف تتكون من 50 مرحلة، ويخوض اللاعب التحدي فور التسجيل بها.
وبعدها يطلب منه نقش الرمز التالي “F57” أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة (ما يعني جرح جسده”، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً.
بعد ذلك يُعطى الشخص أمرًا بالاستيقاظ في وقت مبكر جدًا، عند 4:20 فجرًا مثلاً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة.
وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف.
وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى “حوت أزرق”، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين، أو أي طريقة أخرى.
ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة.
ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم.
دخولها مصر وانتحار نجل برلماني
تفاجأ الجميع بخبر انتحار نجل برلماني بسبب اللعبة ذاتها، حيث تلقى مدير أمن الغربية اللواء طارق حسونة إخطارًا من العميد أشرف عمارة مأمور قسم أول المحلة، بالعثور على جثة نجل البرلماني السابق في المحلة الكبرى المهندس حمدي الفخراني، ويدعى “خالد” 18 عامًا، مشنوق داخل غرفته بمنزل عائلته، وأكدت والدته دخوله في حالة اكتئاب حاد منذ فترة طويلة.
وبعد تكهنات عديدة انتشرت، قامت شقيقة الضحية ياسمين حمدي الفخراني، بنشر صورة عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تكشف طلاسم وجدت داخل غرفة أخيها، بالإضافة عن جملة إنجليزية عبّر كاتبها عن إحساسه بالوحدة، وشددت على أن اللعبة كانت السبب الحقيقي لانتحاره.
وقالت الفخراني، في منشورها: “أخويا لعب الحوت الأزرق.. لقينا في أوراقه حاجات وإشارات منها”، مضيفةً: “أبوس إيديكم بلاش تحدي ولا حد يعمل جدع ويجرب والله ما كان في حد أقوى من خالد ولا ملتزم دينيًا أكتر منه، هو اتحداها وغلبته.. ما كانش والله بيفوت فرض ولا نفل ولا صوم نفل ولا بتاع بنات ولا سجاير ولا فيه غلطة.. إيده معانا كلنا حتى في شغل البيت.. كان أرجل واحد أعرفه.. ما كانش أخ نطع ولا ابن نطع ولا جار سوء ولا صاحب سوء”.
كما حذرت أيضًا الشقيقة الأخرى لهم، الإعلامية عبير حمدي الفخراني، قائلة: “وجب التحذير عندما تحدث البعض بالأمس عن لعبة تسمى الحوت الأزرق متداولة بين المراهقين، وهي عبارة عن 50 مرحلة تقريبًا، يتم خلالها السيطرة التامة على المراهق عبر عدة مراحل”.
وأضافت: “بعضها يتطلب كتابة كلمات معينة وبعضها إحداث جروح باليد وقراءة بعض الكلمات التي أعتقد أنها رموز شيطانية، حتى تأتي المرحلة الأخيرة وهي الانتحار بالطريقة التى يحددها الضحية”.
استشاري صحة نفسية تحذر
حذرت الدكتورة “أسماء عبد العظيم”، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، من لعبة الحوت الأزرق صممها أحد المتخصصين في علم النفس، وتستهدف فترة المراهقة تحديدا والتي تتميز بحب الاستقلالية أو في بعض الأوقات يميل المراهق للمشاعر الاكتئاب.
وقالت “أسماء”، في اتصال هاتفي مع الإعلامي “وائل الإبراشي”، ببرنامج العاشرة مساء المذاع على فضائية دريم، إن مصمم اللعبة تخصص في جلب فئة معينة فقط للعبته، مشيرة إلى أن فترة البدء والانتهاء من اللعبة تكون في فترة زمنية تقدر بـ50 يوما، مؤكدة انه في خلال 21 يوما يكون المراهق وصل إلى قمة التأثر وتنفيذ كل أوامر اللعبة.
اللعبة تغزو الجامعات المصرية
ويبدو أن اللعبة انتشرت في مصر بشكل كبير، حيث قالت طالبة بكلية الآداب تدعى أمنية سليم، إن لعبة الحوت الأزرق المميتة تتوغل بين الطلاب بشكل سريع ومخيف.
وأضافت “أمنية” في اتصال هاتفي مع الإعلامي وائل الإبراشي ببرنامج العاشرة مساء المذاع على فضائية “دريم”، أنها تعرف اشخاص بعينهم من زملائها والمقربين إليها في الجامعة يلعبون هذه اللعبة التي تطلب من اللاعب الانتحار في النهاية، وإذا رفض تقوم إدارة اللعبة بتهديده بقتل أحد أفراد أسرته، ما يجعل اللاعب المراهق يقدم على الانتحار وتنفيذ أوامر اللعبة خوفًا على عائلته”.