لم تتوقف المنافسة على التقدم الشامل في المجالات كافة؛ لتنتقل من الأرض إلى الفضاء وسطح القمر في مواجهة تعاود تأكيد قوة واشنطن أمام الخصوم التقليديين.
بعد فترة طويلة من اعتكاف علماء الفضاء الأمريكيين ومواصلة الجهات البحثية جهودها فضلا عن توفير الدعم اللوجستي الشامل، حققت الولايات المتحدة هدفها بمواصلة السيطرة على الفضاء والقمر، كما لو كان صراع القوة بين القوى الكبرى قد انتقل إلى ميدان جديد لن يكون على سطح الكوكب.
شهدت ولاية فلوريدا انطلاق مهما وكالة ناسا بإرسال البرنامج الأمريكي للفضاء مركبة ذات قدرات خاصة ضمن مهمة علمية إطلاق عليها مهمة «أرتميس1»، والتي تأتي ضمن مهمة كبيرة يتم تنفيذها على ثلاثة مراحل.
تعود أهمية الرحلة العلمية إلى أنها تتم بعد خمسة عقود من الرحلة الأخيرة لبرنامج أبولو، ومن المقرر أن تستمر تلك الرحلة ستمائة ساعة، وتتضمن تحقيق من الأهداف الموضوعة مسبقا ضمن الخطة الأمريكية لاستمرار تفوق الولايات المتحدة في مججال الفضاء.
تستهدف الرحلة المدعومة علميا لوجستيا، اختبار مدى أهلية مركبة الفضاء الجديدة بشأن مأمونيتها لنقل طاقم إلى سطح القمر خلال السنوات القادمة، ومن المقرر إعداد تقرير شامل حول أهلية المركبة يشمل مستوى السلامة الفنية والقدرات التتقنية المزودة بها بما يضمن تفادي أي ملاحظات خاصة بالرحلات الأمريكية السابقة إلى الفضاء.
«قررنا أن نعود إلى القمر بعد خمسين عاما» بتلك المعلومات كشف بيل نيلسون رئيس وكالة ناسا عن أهداف الرحلة العلمية ومهماتها النوعية والتي تشمل: دراسة وابتكار وتطوير التقنيات والقدرات الجديدة.
نيلسون قال أيضا، إن الأهداف العلمية للرحلة المخططة بدقة تستهدف المضي قدما في مزيد من التطوير الذي يشمل المركبات الجديدة، بحيث يمكننا الحصول على القدرات التي تؤهلنا بعد ذلك التقدم العلمي في مجال الفضاء على الذهاب إلى المريخ.
تأتي الرحلة أيضا ضمن اتفاقية «أرتميس» وهي اتفاقية دولية بين الحكومات المشاركة في برنامج أرتميس، وهو جهدٌ بقيادة الولايات المتحدة لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025، وستواصل الرحلة العلمية إجراء العديد من الاختبارات والتجارب الهامة.
يشير الخبراء أيضا إلى وجود أهداف اقتصادية مرتبطة بتلك الرحلة الهامة بالنسبة للبرنامج الأمريكي المعني بقطاع الفضاء، حيث تشمل المهمة البحثية أيضا تدعيم الجهود العلمية التقنية المبذولة للبحث عن المياه والموارد المهمة.
ومن المقرر أن يركز العلماء أيضا على اختبار نظام الإطلاق والكبسولة الفضائية، والغريب أن الكبسولة أوريون غير المأهولة لن تهبط على القمر، لكنها ستقترب منه فقط عند مسافة تصل إلى 64 ألف كيلومتر، في رقم قياسي لمركبة يصنفها علماء الفضاء على أنها قابلة لإقامة الرواد بها.
ويعد إطلاق المركبة المشار إليها – وفق علماء الفضاء – هو الانطلاقة الكبيرة لبرنامج أرتيميس والذي يستهدف أيضا إرسال أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة إلى القمر.
ويعول علماء الفضاء على البرنامج الذي تتضمن أهدافه الاستراتيجية الموضوعة بخطط معدة مسبقا إقامة وجود بشري دائم على القمر تحضيراً للتوجه إلى المريخ.