أساطير كثيرة وحكايات غريبة ارتبطت بفتح العرب للأندلس، كانت الفكرة تراود الخليفة عثمان بن عفان، ظلت حلما للخلفاء الذين تمنوا فتح أوربا من الغرب بعد أن استعصيت عليهم من الشرق حيث الدولة البيزنطية، حتى جاء موسى بن نصير قائدا للجيش لدى الدولة الأموية.
قرر أن يعمل على أرض الواقع من أجل التجهيز لفتح الأندلس، أرسل إلى طارق بن زياد ، ليستفسر منه عن بحر شديد الأهوال قريب من الأندلس، أخبره طارق انه ليس بحرا ولكنه خليج .
بعدها جاء موسي بن نصير بقرار فتح الاندلس من الخليفة الوليد بن عبد الملك، أوكل موسي بن نصير المهمة إلى القائد طارق بن زياد، وزوده بـ7000 آلاف جندي معظمهم من البربر مدعومين من العرب، فتحرك طارق بن زياد باتجاه الأندلس عام 92 هجرياً 711م.
وصل إلى جبل “كالبي” الذي بات ينسب اليوم لطارق بن زياد، هنا وصل الخبر إلى رودريك ملك القوطيين، المعروف في المصادر الإسلامية باسم “لذريق”.
جهّز جيشاً قوامه 100 ألف جنديا، وتحرك بهم إلى عاصمته طليطلة، وهنا تناقل الرواة والمؤرخون أن طارق ابن زياد أحرق المراكب وحث رجاله على النصر أو الشهادة، ثم خطب فيهم: “يا أيها الناس، أين المفرّ؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام”.
شغلت مخيلة الرواة قصص الغنائم والعجائب التي غنمها العرب في الأندلس، وأكثر القصص إثارة كانت مائدة مذهبة عثر عليها طارق بن زياد، بعد فتحه لطليطلة، حيث وصف المؤرخون المذبح المحلى بالجواهر الذي غنمه المسلمون ( بمائدة سليمان) لتفسير هزيمة ملكهم وانتصار المسلمين الساحق عليه.
اخترع الإسبان أسطورة عن بيت الحكمة، تتحدث عن وجود بيت مسحور بطليطلة، به طلاسم تحمي شبه الجزيرة الإيبيرية من الغزاة، رغم أن العرافين حذروا لوذريق من دخوله، فإنه لم يأبه لتحذيراتهم دخله ليرى ما فيه، وكان ذلك سبباً في هزيمته.
كانت هذه نهاية دولة القوط في إسبانيا، وكانت بداية الدولة الإسلامية في الأندلس، أراد موسى بن نصير التوغل في أوربا وفتح بلاد الغال ” فرنسا حاليا”، أراد الاستمرار في الفتوحات عبر أوربا حتى يصل بجيشه إلى دمشق، لكن الخليفة الوليد بن عبد الملك حذره من التوغل في مناطق مجهولة، وأمره بالعودة إلى دمشق .