“من أهالي عجلون إلى هرقل عظيم الروم: السلام على من اتبع الهدى، أما بعد: نعلمك أن الذهبات انسرقن.. وشكرا”، بهذه الكلمات، تسابقت ألسنة الأردنيين في يوم ما ، كاشفين النقاب عن حلم الكنز الضائع تحت رمال الأردن، فماذا فعلت حكومة الأردن بالكنز المزعوم؟ وهل ابتسم الحظ مرة أخرى في العبارة الصندوقية؟!، تعرفوا معنا على خبايا الأردن.
شيخا كنت أو صغيرا، يكفي أن تكون أردنيا لتعرف قصة الكنوز المخفية ، تنتظر يدا ربما تكون أنت صاحبها المحظوظ، لتخرجها من جوف الأرض بعدما توارت عن الأعين منذ آلاف السنين.
هذا الحلم لطالما وضع حكومة الأردن تحت المساءلة في أي خطوة لتنفيذ مشروع جديد، ليتجدد الجدل مرة أخرى في منطقة العبارة الصندوقية، ويكثر الحديث بين الأهالى عن اكتشاف كميات هائلة من الذهب، وسط تعتيم حكومي.
رد الحكومة كان حاضرا، إذ سارعت إلى نفي التهمة عن نفسها، قائلة إن الأعمال الجارية بالمنطقة هدفها مواجهة ارتفاع منسوب الأمطار، وماتم اكتشافه هو كهف أثري دون أي وجود لذهب أو كنز.
إذا من أين أتت قصة عجلون، وما سر هرقل العظيم؟
بالعودة إلى عام 2014، تفاجئ الناس بتطويق قوات الأمن لأرض فضاء في منطقة عجلان، وتحويل خط السير بعيدا عنها، لتنطلق تخيلات الجماهير وتعيد للأذهان كل التراث الشعبي الذي سمعوه منذ المهد يعدهم بثروة طائلة، ذهبت بعقول كثير من الحالمين بالثراء السريع.
وحينها سيطر حديث العملات الذهبية وتماثيل الذهب الخالص على مجالس الأردنيين، حتى اعتقد البعض أن الحكومة قد اكتشفت كنز هرقل العظيم وقدروا قيمته بعشرة مليارات دولار.
ورغم نفي الحكومة المستمر وحديثها عن اكتشاف أجهزة مخابراتية للعدو ونشر فيديوهات أثناء عملية تفكيكها، إلا أن الأردنين رفضوا تصديق الرواية الحكومية إلى حد التشكيك في نوايا المسؤولين واتهامهم بنقل الذهب في الخفاء إلى أماكن مجهولة.
وهنا اضطر مجلس النواب الأردني إلى التدخل لحل الأزمة ، خاصة بعدما تقدم صاحب الأرض بشكوى إلى القضاء يطالب فيها الحكومة بحصته من الكنز.
هذا الغموض خلق حالة من السخرية والتندر بين المواطنين فانتشرت رسالتهم الشهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي “من أهالي عجلون إلى هرقل عظيم الروم: السلام على من اتبع الهدى، أما بعد: نعلمك أن الذهبات انسرقن.. وشكرا”
وهنا يبقى السؤال حائرا: ماسر يقين الأردنيين أن بلادهم تعوم على بحر من الكنوز؟ هل سبق ووجدوا لها أثرا؟
لطالما وجدت تجارة الأواني القديمة وقطع الفسيفاء التاريخية رواجا في السوق الأردني، لتعزز فرضية أساطير قديمة تحكي عن كنوز تركها الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى، أو الكنوز الرومانية في العصور السابقة.
لكن تبقى أسطورة المغارات السبعة ذات وقع خاص على النفوس، إذ دمجت بين حلم الثراء والقوى الخارقة للطبيعة، فهناك تأكيد شعبي بترك الإسكندر المقدوني كنزا هائلا في سبع مغارات مرصودة من الحلم بغرض حمايتها عن الأعين حتى يومنا هذا!
فهل سبق وحدثتك نفسك بالبحث عن كنوز أجدادك؟