أسرار الحضارة السورية وفاجاة عن ما فعله البريطاتنيون في المناطق السورية

أمام ذلك الملمس الناعم كانت أبراج المراقبة شاهدة على كل كبيرة وصغيرة وظهرت أصول السوريين الحقيقية في تركيا.. فما هي حقيقة الدولة الأم التي كانت مستقرا لهم، وكيف سيكون الحال عند ثبوت تلك الحقائق ؟ وماذا فعل البريطانيون في تلك المناطق السورية؟

 سوريا الأم

أبراج وبنايات قديمة وأملاك متناثرة في تلك المنطقة ..إنها سوريا الأم والتي يطلق عليها «سوريا الطبيعية» والتي كانت تضم دولا عربية منها الأردن ولبنان بل وأجزاء من تركيا ، وكانت أغرب الشواهد التاريخية تلك الأبراج العالية المعروفة بأبراج المراقبة والتي شيدها صيادون مهرة.. وبدت هذه المكتشفات تشير إلى فترات سحيقة في التاريخ تتجاوز العشرة آلاف عام من الزمان.

ماذا وجدوا في القرى المطمورة

تلك كانت المكتشفات الظاهرة في سوريا الطبيعية، لكن تحت طبقات التراب القريبة من نهر الفرات كانت الأمور مختلفة قليلا حيث ظهرت ثلاث قرى تحوي سجلات موثقة لحياة أولئك السكان الذين سكنوها منذ آلاف السنين .. وهي قرى «جادي، وتل عبر، جرف الأحمر» ولكن أي مظاهر حياة تلك التي كانت في مناطق مطمورة تحت التراب؟
هذا السؤال تجيب عنه أدوات الحياة التي استخدمها السكان القدامي في تلك المناطق من أدوات للطهي وحبوب كانت في مرحلة التجهيز وطرق زراعة المحاصيل التي انتهجها السوريون القدماء في هذه المواقع.

رصدوها بأقمار صناعية

إنها الدولة الأقوى بين دول جوارها.. كانت تلك نتيجة التحليل الأولى للأعداد الكبيرة من القلاع والأبراج والتحصينات الكبيرة التي تم العثور عليها في منطقة حماة بعد قيام مجموعة من علماء الآثار الدوليين بوضع المنطقة على قوائم الرصد العالمية، بعد أن ظهرت تفاصيلها واضحة أمامهم عبر الأقمار الصناعية قبل أن تطأ أقدامهم أراضي هذه البلد.. وتأكد للعالم حجم القدرات الكبيرة التي كانت تتمتع بها المنطقة.

للثروة قوة تحميها

لكن ما الذي دعا سكان تلك المواقع إلى تعزيز إجراءات الحماية المشددة بهذه القلاع؟ إن الكشوف الأثرية تدلل على أن التحصينات على ذلك النحو تدلل على رغبة السكان القدامى في تلك المواقع في حماية محاور النقل والمواقع الزراعية من أية عمليات استهداف محتملة من الخارج.

السوري لا يعرف الرفاهية

المنطقة الأخرى التي أذهلت الباحثين كانت منطقة «الكوم» والتي تمتد تاريخيا إلى قرابة الستين ألف عام، وقد أظهرت قدرات خاصة لدى السوريين الأوائل تدلل على سر العبقرية التي يتمتع بها أبناء الجيل الحالي في سوريا ممن سجلوا العديد من الاختراعات العلمية وكأن العبقرية إرث تناقل إلى أبناء ذلك البلد جيلا بعد جيل.

معدن السوريين الحقيقي

الدلائل التاريخية التي تم الكشف عنها في «الكوم» تبرهن على أن السوري القديم كان جادا ولم يكن يهوى حياة الرفاهية كثيرا .. وطالما قبل خوض التحديات بالعيش في البادية وعدم الاكتفاء بالمناطق القريبة من الأنهار أو التي يسهل زراعتها. أي أن السكان القدامى في تلك المواقع لم ترق لهم حياة الراحة وقدسوا قيمة العمل فوق أي اعتبار.

إلى هنا لم تنته الكشوف الأثرية في سوريا فلا زال ذلك البلد الذي مثل يوما ركنا أصيلا من ركائز الحضارة الإنسانية يحوي بأراضيه المزيد من الأسرار التي لم تصل إليها أياد العلماء .

Exit mobile version