أسرار الخلاف بين صدام والقذافي وكيف كانت نظرة السادات لهما؟

«أحدهما وصفه الرئيس المصري الراحل أنور السادات بالمتهور.. والآخر وصفه بالمجنون».. هكذا كانت نظرة السادات إلى الرئيسين الراحلين العراقي صدام حسين والليبي معمر القذافي.. فهل كان السادات بقيم الاثنين رجما بالغيب أم استثمر رصيده من الحكمة السياسية في تحليل تصرفات الرئيسين؟

تفرق شملهما إلا في التوصيف.. هكذا كانت ردود الأفعال العربية على تصرفات الرئيس صدام حسين والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.. ولغرابة القدر أن رأي السادات في الاثنين كان واحدا إذ جلس الرئيس المصري الراحل يوما مع أحد مساعديه يشكو مخاوفه من تصرفات صدام بقوله: أخشى أن يذهب بالمنطقة من خلال تصرفاته إلى المجهول!!.
السادات أيضا هو القائل عن القذافي «مجنون ليبيا».. ويبدو أن الرجل كان له من الحنكة السياسية ما يستطيع به الحكم على من أمامه بدقة.. لكن الأغرب في دهاليز السياسة ذلك الخلاف الذي كان متصاعدا بين صدام والقذافي.. وهو الخلاف الذي جاهر به الرجلان في أكثر من مناسبة ووصل بهما الأمر إلى التلاعب بأوراق ضغط سياسية وإعلان كل منهما دعم خصوم الآخر نكاية به.

أسرار الخلاف المتصاعد يكشفها أحد أقطاب المطبخ السياسي في ليبيا بدقة.. وهو «علي عبد السلام التريكي»، والذي قضى من عمره أربعين عاما في العمل الدبلوماسي في ليبيا إبان فترة حكم القذافي وأسندت إليه حقيبة وزارة الخارجية ثلاث مرات.

«إن العلاقة بين صدام والقذافي لم تكن على ما يُرام».. بذلك يقيِّم الرجل العلاقات العراقية الليبية في عهد صدام والقذافي.. وذلك على الرغم من أن الاثنين كانا ضمن أبناء المدرسة الناصرية وتربيا سياسيا على يد الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي ما أن رحل حتى بدأت الخلافات بين صدام والقذاقي تنشأ وأخذت منحى غير محمود

وصل تدهور العلاقات بين صدام والقذافي مداه، وما أن بدأ النزاع بين ليبيا وتشاد حتى وجد الرئيس العراقي الراحل ضالته فيه لكيل المكايدة السياسية للقذافي ووصل به الأمر إلى تقديم الدعم والسلاح إلى الرئيس التشادي – آنذاك – حسين حبري.

لم يسكت القذافي حينما علم بالدعم العراقي المقدم إلى تشاد، فأعلن دعمه للأكراد المناوئين لصدام حسين بل إن القذافي أكد أن لهم حق إنشاء وطن قومي عنادا في صدام حسين الذي قدم أسلحة متطورة إلى تشاد لم يكن في حسبان القذافي أن تصل إلى خصومه.

وخلال انعقاد إحدى القمم العربية في مدينة الدار البيضاء حدثت مشادة بين القذافي وصدام وتدخل حافظ الأسد مساندا القذافي. كانت نظرة صدام إلى القذافي تنطوي على نوع من الاستعلاء السياسي الذي أثار حفيظة العقيد.

ورغم احتدام الخلاف السياسي بين صدام والقذافي، إلا أن الأخير أصيب بالصدمة جراء ما آلت إليه الأوضاع في العراق بل إن تقارير أمنية ذهبت إلى أن المحاكمة الصورية التي عقدها الأمريكان لصدام انتهت إلى تعجيل حكم إنهاء حياته حتى لا تتاح الفرصة للقذافي لتهريب خصمه السياسي الذي خالفه الرأي سياسيا إلا أن دماء العروبة أظهرت موقفا مغايرا أبداه العقيد لاحقا… وأفادت شهادات ظهرت بعد ذلك بأن القذافي حاول تقديم رشوة إلى عسكريين أمريكيين لتهريب صدام.

Exit mobile version