من هنَّ حريم السلطان؟ وما سر سيطرتهن على قصور الحكم في تلك الدولة؟ ولماذا وضعوا عليهن الحراسة المشددة واختاروا لهن أشباه الرجال؟
نهاية البروتوكول السلطاني أمام الجمال المبهر
بجمالهن الفتان تقدمت الواحدة منهن على السلطان وركبت رأسه.. البروتوكول السلطاني ومهابة الحكم وسيطرة السلطة والنفوذ كلها عوامل زائلة أمام الجمال الذي يحتمل رجل الصبر أمامه حتى ولو كان السلطان.. يوما تلو آخر اعتلت كل منهن العرش وزلزلته حتى أصبح الحاكم منهم يلثم الأقدام البيضاء أملا في الحصول على الرضا.. لكنهن مع كثرة أعدادهن سيطرن على مفاصل الدولة وتحولن إلى فتنة كبرى.. فكيف وصلت الأمور إلى هذه المرحلة؟
قصور الحرملك السرية
حريم السلطان.. توصيف يسري في أي نظام حكم على الحياة الخاصة للحاكم لكنه في الدولة العثمانية كان يحمل مغزى سياسيا عميقا حتى تطور الأمر بعد ذلك إلى لجوء السلاطين العثمانيي بتخصيص أجنحة خاصة في القصور السلطانية لضم جميع الجميلات اللاتي بحوزة السلطان وسمى ذلك الجناح باسم “الحرملك” .. فماذا كان يحدث داخله؟
جميلات من بنات الملوك
يشير الحرملك إلى الجناح الذي كان يضم جميع السيدات اللاتي كُنَّ في حوزة السلطان وكان في ذلك الجناناح يتم تسكين والدة السلطان وقريناته وجميلاته اللاتي يختارهن أو يتم إهدائهن إليه من مختلف الولايات العثمانية أو حتى من بنات الملوك الذين دخلوا في مواجهات مع هؤلاء السلاطين.
ممنوع الاقتراب من الشرف
عادة سلاطين الدولة المتعاقبين أنهم كانوا وحتى عهد السلطان “مراد الثاني” اختيار شريكات العمر من الجميلات اللاتي يقمن بالقرب منهن ومع تزايد الأعداد تم وضع الجميلات في تلك المؤسسة التي حملت اسم الحرملك وكانت تعني تسمية حرملك أنه مكان يحرُم على الرجال دخوله أو الاقتراب منه وإلا كان ذلك مساسا بالذات السلطانية.
ترقيات في قصور الجميلات
مؤرخون أتراك حاولوا تجميل صورة “الحرملك” ووصفوه بأنه كان مدرسة لسيدات السلاطين وليس مكانا للمتعة أو إدارة الفتن داخل أروقة الحكم.. لكن وقائع الأحداث المسجلة بشأن الدولة العثمانية أثبتت أن عمليات الترقيات التي كانت تتم لسيدات الحرملك وصلت بهن إلى السيطرة على مقاليد الحكم في تلك الدولة.
العالم السري للبات العالي
الحرملك كان إذن.. عالما سريا خاصا بالسيدات الملقبات بأنهن “حريم السلطان” لم يكن أحدا من كبار رجال الدولة أو الشعب يعلم معلومة واحدة عما يدور داخل قصور الحرملك لقد وضع السلطان لهذه القصور قوانين خاصة لا يجوز لأحد أن يتجاوزها أو يدخل في تفاصيلها.. إنهن شرف السلطان وعرضه ومكانته العليا التي لا يجوز المساس بها.
المخططات داخل الحرملك بدأت تتسرب أخطارها إلى السلطان نفسه ووصل الأمر إلى اتهامات أخلاقية كان على السلاطين حماية سمعتهم جيدا وهم أول من يدركون أن بعض الجميلات من فاتنات قصور الحرملك من أصول ملوك وشخصيات ضد سلاطين الدولة العثمانية.
الأغاوات كلمة السر
بدأت السلاطين يراقبون ساكنات الحرملك خوفا من اشتراكهن لي مخططات ضد القصر.. وكانت المخاوف الأخلاقية لدى السلاطين على جميلات الحرملك دافعا لهم لإنشاء إدارة اختيار الأغاوات وهم رجال عديمي الرجولة من المخلصين للسلطان وكانت مهمتهم حماية القصور وتم اختيارهم صحيا بتلك الطريقة لكي يأمن السلطان على شرفه.
فهل ضمنت إدارة الأغاوات حماية شرف السلطان؟