تعرف الهوسا بأنها من القبائل المسالمة للغاية، يقدس أفرادها الحياة العملية، فكل أفراد الأسرة يعملون، بمن في ذلك الأطفال، كما يعرفون بدرجة عالية من التدين ويميلون في الأغلب للتصوف اقتداء بالطريقة التيجانية ، فمن هم وأين يعيشون وما هي عاداتهن وتقاليدهم وتاريخهم ، سنتعرف سويا.
تتوزع قبائل الهوسا في كل أنحاء السودان تقريبا، فاحتراف أفرادها الزراعة والصيد جعلهم رأس الرمح بكافة المشاريع الحيوية في ولاية الجزيرة بوسط السودان، حيث يزرع القطن والقمح وغيرهما من المحاصيل.
ويعمل الآلاف من أبناء الهوسا في المشاريع الزراعية بولاية القضارف شرقي البلاد، إذ يزرع السمسم والذرة بكثافة، كما تعمل أعداد كبيرة منهم في أماكن متفرقة بالسودان، ففي الشرق يقطنون في ولايات كسلا، وفي الغرب بدارفور، وفي الجنوب بالنيل الأزرق، علاوة على وجودهم في مشروع الزيداب بولاية نهر النيل شما
ويرجح أن قبيلة الهوسا استقرت في “مملكة مروي” الأثرية شمال السودان، لأنه لا توجد “على مستوى القارة الأفريقية” منطقة تم فيها صهر الحديد إلا مملكة مروي ومملكة الهوسا في نيجيريا، مما يؤكد أن الهوساوي في مروي هو نفسه المنحدر من غرب أفريقيا.
وكانت هنالك هجرات للهوسا من شواطئ البحر المتوسط لمصر، ويقال إنهم أقاموا في منطقة بولا تكرور التي تحولت لاحقا إلى بولاق الدكرور، وهي من الأحياء الشعبية المعروفة بالجيزة في مصر، وهناك من استقر في المغرب والجزائر وحتى جنوب السودان.
أما لغة الهوسا التي تنتشر في مناطق واسعة بغرب أفريقيا فتعد من اللغات السهلة، لكن المتداول منها في السودان اختلط بكثير من الكلمات العربية ليضيف خصوصية إلى هوسا السودان.
ومن أمراء الهوسا في الثورة المهدية القائد مندي أبو دقن الهوساوي الذي ساهم في محاربة الإنجليز، إلى جانب القائد أبو التيمان الذي قاد حلف المسراب بمدينة “العباسية تقلي” عاصمة مملكة تقلي الإسلامية الواقعة في جبال النوبة، وهو الحلف الذي شكل دفعة قوية لانتصارات المهدي.
من المؤكد أن شعب الهوسا في السودان ليس معزولا عن الحياة الاجتماعية بكل مجالاتها، فمنتسبوه يشاركون في السياسة والرياضة، وبينهم قيادات علمية مرموقة تعمل في الجامعات السودانية وخارجها، كما أن العشرات من أبناء الهوسا انخرطوا في القوات النظامية والجيش وبلغ بعضهم رتبا رفيعة.
وفي عادات الزواج يتبع الهوسا الطقوس السودانية ذاتها، باستثناء بعض الاختلاف في ما يخص تجهيزات العروس، إذ يلتزم ذووها بتجهيز المنزل ابتداء من غرفة النوم وحتى أدوات المطبخ، فيما في العادات السودانية فإن هذه التحضيرات من مهام الزوج.
كما أن كثيرا من رموز الفن والغناء اللامعين في السودان تنحدر أصولهم من قبيلة الهوسا، وعلى رأسهم الفنانة عائشة التي برزت كأول مغنية في الإذاعة الرسمية عام 1947، وبسبب الخلط بين الهوسا والفلاتة وغيرهما من القبائل ذات الأصل الغرب أفريقي اشتهرت باسم عائشة الفلاتية وليس بقبيلتها الحقيقية الهوسا.