هل تتخيل مدينة مبنية بأيدي الجان؟ فمن هم سكانها وكيف تمكن رجال عبد الملك بن مروان من الوصول إلى أسرارها وخباياها الدفينة؟
وكيف بنوها لسليمان قرب بحر الظلمات.. ولماذا حشدوا لها القوات في الأندلس؟ وأين هي الآن على خريطة العالم؟
هي مدينة بناياتها من مواد غريبة وبناتها الأوائل ليسوا من البشر.. فقد بنيت للنبي سليمان حتى تحولت إلى أعجب الموجودات في العالم القديم.. في أبعد مناطق المغرب الأقصي في الأندلس ومن أرضها تدفق عيون بالمياه العذبة .. حولها تجتمع الوحوش لترتوي.. كيف تم البناء وكيف ظهرت العيون؟؟؟
هذه الكنوز لم يستفد منها أحد
إنها مدينة النحاس.. على أسوار تلك المدينة فقد المئات من البشر أمامها أرواحهم من دون أن يعلم أحد مصيرهم.. هي مدينة غنية بكنوز من أغلى ثروات العالم .. ولكن هذه الكنوز لم يستفد منها أحد لأن مجرد الاقتراب من مدينة النحاس يعني نهاية الحياة.
مدينة النحاس تعود قصة اكتشافها إلى الخليفة عبد الملك بن مروان.. كان الخليفة ذات يوم يجلس على عرشه ووصلته معلومات عن مدينة النحاس.. كانت المعلومات تؤكد أن في تلك المدينة كنوزا عظيمة تفتح أبواب السعادة لمن يدخلها لكن السؤال: من ذلك الذي يمتلك قلبا من حديد حتى يفكر في تجاوز تلك الأسوار
فطنة الخليفة وخطاب عاجل
استنتج عبد الملك بن مروان أن سرا وراء تلك المدينة فإن كان فيها كنوزا عظيمة فلماذا لم يدخلها إنسان ويحصل على بداخلها.. استدعى كاتبه على الفور وبدأ يملي عليه خطابا هاما لموسى بن نصير المعين هناك حيث تقترب المنطقة من مدينة النحاس، وتضمن الخطاب تكليفا رسميا بعرض حقيقة المدينة بالكامل على الخليفة.
2000 فارس محملين بالزاد
وصل الخطاب إلى موسى بن نصير وخرج بقوات من ألفي فارس وطعام يكفيهم مائة وعشرين يوما وبعد مضي أكثر من شهر وصل ابن نصير والفرسان إلى المدينة وكلف فارسا لتحري أسوار المدينة وبعد ستة أيام وصل الفارس للقائد يخبره بأن مدينة النحاس بدون أبواب.. أي أن محاولة دخولها لن تكون إلا بتسلق الأسوار.
أصوات مفزعة بعد هبوط أكثر من فارس
بدأ موسى بن نصير يصنع سلالم وصعد فارس السلم ليقفز بنفسه إلى المدينة بينما سمع بقية الفرسان أصوات مفزعة بعد هبوط أكثر من فارس .. وحينها اختار موسى ابن نصير فارسا كبيرا شجاعا ووثقه مع الفرسان بحبل وصعد السور بينما حاول زملاؤه جذبه فانشطر الفارس نصفين.. وأصبح الفارس في عداد المفقودين فيما سيطر الخوف على القوات وقائدهم.. هناك بالفعل خطر غير مرئي في المدينة لم يعلم أحد به.
ابن نصير يترك المدينة وأسوارها المنيعة
ترك ابن نصير الأسوار غادر مع الفرسان ليجد لوحة من النحاس تنصحهم بالرحيل وظهر لهم نمل ضخم أنهى حياة عدد من الفرسان ووصل الفرسان لبحيرة الكنوز ومنها أخرجوا قطعا من نحاس وظهر لهن جان طار في الهواء وتكرر الأمر حتى ألقى ابن نصير النحاس في البحيرة تفاديا للجان الذي يسكنها ولا زالت المدينة حتى الآن مختفية في روايات الملهمين بها.