مدائن الذهب السبع التي مبانيها من الذهب، ومقابض أبوابها من الفضة، ومزينة من فوقها بالأحجار الكريمة، أسطورة سكنت خيال الملاحين الأوروبيين، وكان الدافع الأول لهم في استكشاف أراضي الأمريكيتين.
أسطورة دفعت أعتى جيوش الأرض في وقتها للتنقيب عنها، واستطاع عبد مغربي مجهول الاسم والهوية أن يكتشفها بنفسه، ماهي حقيقة تلك الأسطورة، ومن هو ذلك العبد الذي قام باكتشافها؟
بعد سيطرة البرتغاليين على مدينة “أزمور المغربية” عام 1513م، وقع العديد من سكانها في الأسر بيعوا كعبيد في الجزيرة الأيبيرية.
كان من بين هؤلاء فتى صغير أطلق عليه أسياده اسم «استيبانيكو الأسود»، باع النخاسون استيبانيكو إلى أحد نبلاء البلاط الاسباني ليصبح وصيفه وخادمه الشخصي.
مرت السنوات حتى قرر الملك شارل الخامس إيفاد بعثة إلى “العالم الجديد”، تمهيدا لاستكشافه واستيطانه، والبحث عن الأسطورة المحفورة في خياله، أسطورة “مدائن الذهب السبع”.
كان على رأس البعثة شخص أعور متهور ومتعطش لإزهاق الأرواح، وضمت أكثر من 600 رجل كان “استيبانيكو” من بينهم ولم يكن معهم سوى أربعين حصانا.
انطلقت الرحلة داخل الأدغال المتوحشة، وفي شهورها الأولى، فقد القائد كل رجاله من الجوع والعطش، وهجمات الهنود الحمر المستمرة.
حتى لم يبق من حملة سوى أربعة ناجين فقط تائهين في أعماق الأدغال بلا مؤونة ولا دليل، كان من ضمن الناجين ” استيبانيكو “.
بدأوا في أكل الجياد، والأحصنة بل حتى أجساد رفاقهم الهالكين، لما نفدت مؤونتهم بدأوا في أكل أوراق الشجر.
رحلة مدائن الذهب تحولت إلى كابوس يؤرق نومهم، ولم تكن تلك هي آخر المفاجآت السيئة فقد اختفت مراكبهم وسفنهم وبقوا عاما كاملا على هذا الحال.
إلى أن وقعوا في أسر إحدى قبائل الهنود الحمر، وكان هذا أفضل شيء حدث لهم منذ أن خطت أرجلهم المنطقة.
فقد عاملهم السكان الأصليون باحترام وطيبة، وقدموا لهم مختلف أنواع الطعام والشراب إلى أن هربوا بعدها بخمس سنوات.
أثناء رحلة هروبهم استخدموا معرفتهم بالطب كمقايضة لهروبهم، فكانوا يساعدون السكان الأصليين، مقابل المعلومات حتى يتسنى لهم الهروب.
نال استيبانيكو شهرة عظيمة بين القبائل، ولقب بابن الشمس حيث أنه وفي اعتقادهم كان يفعله الأربعة معجزة من الرب والرب في معتقدهم هو الشمس المنيرة.
وصل الناجون أخيرا إلى احدى الحاميات الاسبانية وبعد علم القائد بما حدث معهم، قرر استغلال الأمر وأرسل استيبانيكو ذو الشعبية الكبيرة للبحث عن مملكة مدائن الذهب السبع مرة أخرى.
ونظرا لشعبية استيبانيكو الضخمة رافقه المئات من السكان الأصليين ليرشدوه إلى مدائن الذهب، وعند وصوله إلى هناك كانت دهشته كبيرة عندما اكتشف أن تلك الأسطورة التي سمع عنها لم تكون سوى مدن من الطين والحجارة.
لم يرجع استيبانيكو من رحلته، و لايزال الخلاف قائما حتى الآن حول سبب وكيفية القضاء عليه، لكن نبأ رحيل استيبانيكو أضرم النار في قلب الحاكم الاسباني وشن هجوما ضروسا على السكان الأصليين راح ضحيته الألاف، ومازالت تلك الأراضي مستعمرة إلى وقتنا هذا.