تعددت مواقف الأعراب أمام الرسول الكريم في أكثر من موضع وكان من بين تلك المواقف العجب العجاب.. تارة في المسجد وأخرى أمام النبي في حضرة الصحابة الكرام.. فلماذا ضحك الرسول وكيف كانت ردود الأفعال على هؤلاء القوم.
ارتبطت حياة الأعراب في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالبادية والصحراء ولم يكن لهم من الحضارة – آنذاك – نصيب فلذلك كانوا يصابون بالدهشة بمجرد الحضور إلى مكان استقر سكانه ونال حظه من مستوى التقدم الذي كان متاحا في ذلك الحين.
موقف مفاجئ أمام الصحابة
كثيرة هي مواقف وطرائف الأعراب أمام النبي الكريم ولعل أشهرها موقف الأعرابي الذي دخل المسجد ولم يفرق بينه وبين دورة المياه فقضى حاجته في أحد زواياه وحينما همَّ الصحابة الكرام بالتدخل نهاهم الرسول عن ذلك وما أنقذه من ردود الأفعال ضده، إلا رسول الله وهكذا علمه النبي «إن هذه المساجد لا تصلح لشئ من هذا»، ولم يكن من ذلك الأعرابي إلا أن دعا بعد الصلاة قائلا: : اللَّهمَّ ارحَمْني ومحمدا، ولا تَرْحَمْ معَنا أحدًا .. وهنا علمه النبي كيف يكون الدعاء.
النبي يواجه الموقف بالضحك والحلم
لم يكن ذلك هو الموقف الوحيد بين النبي الكريم، عليه الصلاة والسلام والأعراب، فقد كان الرسول يوما عائدا إلى بيته بعد أداء مسؤوليات تنوء بحملها الجبال ولعله – صلى الله عليه وسلم قد قصد الراحة وكان يرتدي رداء خشنا .. وفجأة اقترب منه أعرابي وجذب طرف الرداء فانشق الرداء وأثر في عنق النبي.
لم يكتف الإعرابي بذلك بل إنه أخذ ينادي النبي الكريم باسمه مجردا ويقول: يا محمد يا محمد.. أعْطِني من مال الله الذي عندك. .. وبعد ذلك حدث الموقف الأشد عجبا حيث ضحك النبي – صلى الله عليه وسلم – وأمر للأعرابي العطاء ليكون ذلك الموقف أعظم درس في الحلم وكظم الغيظ.
لهم في الذكاء نصيب أيضا
ولم ترتبط مواقف الأعراب في مختلف العصور بالتصرفات العفوية فقط فطالما ارتبطت أيضا بسرعة البديهة والذكاء حيث يروى الأصمعي أنه كان يقرأ «جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غفور رحيم».
استدرك الأعرابي خطأ الأصعي وصحح له وقال: «ليس هذا كلام الله».
تعجب الأصمعي وحينما راجعه قال له الأعرابي: « وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ».
على الفور سأل الأصمعي الأعرابي قائلا: أتقرأ القرآن يا أعرابي ؟
قال الأعرابي: لا
قال له الأصمعي: من أين علمت إذن؟
قال الأعرابي بسرعة بديهة: يا هذا عزَّ فحكم..
وكان ذلك يدل على سرعة بديهة الأعرابي.
