وحِّد غالبية المقاطعات الإنجليزية تحت حكمٍ واحد ودخل في صراع مع البابوية من هو أوفا ركس ملك بريطانيا الذي نقش عبارة التوحيد علي عملته؟
في عام 757م تولَّى أوفا ركس ملك مرسيا البريطانية بعد وفاة ابن عمه لكنه استغرق سبع سنوات للقضاء علي الصراع الأهلي، ليستعدَّ بعد ذلك لتوحيد الممالك السبع تحت حكمه, فحاول بالطرق العسكرية والدبلوماسية وبالمصاهرة توحيد بلاده، فأصبحت كما شاء، حيث توسَّع حكمه إلى غالبية أجزاء إنجلترا تقريبًا، واستطاع أن يُوحِّد غالبية المقاطعات الإنجليزية تحت حكمٍ واحد، حيث فتح ملكيّات الصغيرة حوله أمثال “كنت ، ووست ، وساكسونس ، وولش” ، كما قام بتزويج بنتيه من حاكمي ِسكس و نورثومبيا.
ولكن هذه الوحدة لم تكن تروق للفاتيكان ورجاله، الذين أظهروا العداوة للملك أوفا ركس؛ مما جعل الملك يُعادي سلطتهم الدينية, فما إن وصلت الأخبار إلى الفاتيكان بأنه معادٍ للبابوية وللعقيدة الكاثوليكية، وتهديده بخروج إنجلترا من الكنيسة الرومانية، وأيضًا إسلامه سرًّا, حتى أرسل البابا ولأوَّل مرة منذ دخول إنجلترا للمسيحية بعثة تحمل كبار مبشِّريها لمحاولة منع شعب إنجلترا من ترك دينهم والاهتداء للإسلام؛ خوفًا من اتباعهم لملكهم ذي الشعبية, كما حرضت الفاتيكان ويلز للحرب ضد أوفا؛ مما جعله يُشيِّد سورًا عظيمًا على الحدود بين إنجلترا وويلز لحماية بلاده ما تزال آثار السور قائمة حتى اليوم وتُعتبر معلمًا سياحيًا شهيرًا في البلاد ويُعرف باسم سور أوفا.
كانت علاقة الملك أوفا ركس مع الدولة العباسية قوية؛ مما مهَّد لإسلامه، وإن كنا لا نعرف كيف دخل في الإسلام وقصة إسلامه بالتفصيل،؛ وذلك لإخفائه الأمر في البداية ثم لحرص الفاتيكان والمؤرخين الصليبيين على إخفاء الحقيقة بعد ذلك بتجاهلها، بل وتجاهل شخص الملك نفسه رغم عظمته في تاريخهم
بعدها قام الملك أوفا ركس بسكِّ عملة جديدة بدلاً من عملته القديمة التي تحمل صورته، وجعل عملته الجديدة تحمل عبارة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) على أحد الوجهين، وعلى الوجه الآخر: (محمد رسول الله)؛ وذلك في إعلان صريح عن إسلامه, ولا توجد قطعة من هذه العملة إلا محفوظة بالمتحف البريطاني, وبها أخطاء إملائية؛ ربما بسبب جهل الذين سكُّوا العملة باللغة العربية.
ولم يكن الفاتيكان ورجاله ليهدءوا حتى يقضوا على الملك أوفا, فتآمر بابا الفاتيكان مع شارلمان على التخلص من ملك إنجلترا وبالفعل تمكنوا من القضاء عليه إلا أن الوثائق تُشير إلى أنه مات فجأة فقط, ودُفِن في مصلى صغير، وذلك على غير عادة ملوك مرسيا الذين يُدفنون في كاتدرائيتهم.
ربما لم يُعثر على أي وثيقة أخرى باستثناء العملات النقدية تُشير بوضوح إلى حقيقة إسلام أوفا ركس، ورغم أن كافة المراجع والمصادر البريطانية تنفي احتمال إسلام الملك، وتعتبر أن العملة النقدية التي تعود إلى فترة حكمه ترتبط بتسهيل التبادل التجاري مع المسلمين وليس إلى إسلامه، لكن الكثير من الشكوك حول صحة هذه الادعاءات قائمة ولا يُمكن إغفالها!