أعظم ممالك الأرض قاطبة، وأعظم ملك حكم العالم في التاريخ، سخر الله له الارض وما عليها ومن عليها لخدمته، سواء كانوا بشرا، جانا، حيواناتٍ بل حتى الحشرات كان نبي الله سليمان يحدثهم ويسمع كلامهم، حينما تذكر قصته وتُحكى، يتبادر لأذهاننا سؤال محير، كيف وأين اختفى كل هذا الملك فجأة؟ وأين ذهبت كل تلك الكنوز.
كنوز عديدة حواها ملك نبي الله سليمان في فترة حكمه، ذكرتها لنا كل الكتب السماوية المنزلة، وعندما نتحدث عن مُلك بهذا الاتساع، وكنوز بهذه الضخامة، فإنه حتما ولابد ستترك أثرا ولو دقيقا على وجودها.
مثلها كمثل باقي الحضارات العريقة السابقة كالحضارة البابلية والفرعونية والصينية، لكننا لم نسمع قط عن اكتشاف ضم آثارا تعود لمملكة نبي الله سليمان.
وهو ما جعل تلك القضية هي شغلا شاغلا لعلماء الآثار على مر العصور، خالقًا بذلك فرضيات ومعتقدات عديدة تحاول إيجاد كنز سليمان المفقود عليه السلام.
ولتحديد مكان تلك الكنوز كان لابد أولا تحديد مكان مملكة سليمان عليه السلام، وعلى الرغم من انعدام ذكر مكان المملكة في أي كتاب سماوي منزل، إلا أنه يوجد اتفاق شبه تام على أن مملكة نبي الله سليمان وجدت شرقا، وبالأخص بفلسطين.
أولى النظريات تعتقد أن كنوز سليمان عليه السلام نُقلت لقارة افريقيا، وأنها مخبأة في كهوف ومناجم لم تكتشف حتى الآن في دول وسط افريقيا.
النظرية الثانية تجزم أن كنوز سليمان تحت المسجد الأقصى أسفل ضواحيه، كما أن بعضا منها يوجد داخل هيكل سليمان في القدس.
تتوالى النظريات ليأتي عالم آثار روسي ويفترض أن كنوز سليمان عليه السلام تم إخراجها من فلسطين إلى مصر، بعد غزو احدى فراعنة مصر لفلسطين فور رحيل نبي الله سليمان عليه السلام.
ومع اكتشاف بعد مناجم الذهب في اليمن وعلى الرغم من بعدها النسبي عن فلسطين، خرجت نظريات فروية تقول إن هذه المناجم ليست سوى أماكن تخزين سرية لكنوز نبي الله سليمان على مر الزمان وأننا إذا تعمقنا قليلا داخلها سنجد باقي الكنوز المخفية.
أكثر النظريات تصديقا ومنطقية هي فرضية تقول إن كنوز سليمان عليه السلام تم تقسيمها وتوزيعها على مر العصور، وأن كل حاكم قد أخذ نصيبه منها في زمن من الأزمان، إلى أن اندثرت وتوزعت بين يدي الأثرياء والملوك.
وهناك بالطبع من يعتقد أن الجان الذين سخرهم الله لسليمان قد أخفوا كنوزه بعد موته وألقوها في البحر أو دفنوها بعيدا عن أعين الناظرين.
ومع كثرة النظريات المطروحة فإن معظم علماء المسلمين لم يتطرقوا لمثل تلك النظريات، ببساطة لعدم ذكر أي دليل منها في القرآن.
وفي النهاية برأيكم أين هي كنوز سليمان عليه السلام؟ وما هي الفرضية الأقرب للتصديق بالنسبة لكم؟ أطلعونا آرائكم.