معلومات عن الكتيبة المصرية التي لا تهزم وشاركت في حرب استقلال المكسيك!!

بالتأكيد سمعنا عن حاكم يجامل صديقه الحاكم بهدايا من الأموال أو الأراضي أو حتى الآثار والتاريخ.. لكن هل سمعتم عن حاكم يجامل صديقه الحاكم بفرقة من جيش بلاده .. لا أظنكم سمعتم بذلك من قبل.. لكن هذا ما حدث مع الاورطة المصرية في حرب استقلال المكسيك.. فما هي القصة؟

الأورطة المصرية السودانية هي أورطة “أو كتيبة بمفهومنا اليوم” شاركت في حرب استقلال المكسيك سنة 1863 دعمًا للإمبراطور الأرشيدوق ماكسميليان الأول ـ المدعوم من فرنسا ـ ضد الثورة الوطنية التي قامت ضده.

ففي عام 1857 كانت دولة المكسيك تعاني نزاعا أهليا بين المحافظين والليبراليين وتفاقم هذا النزاع إلى حد تدخُّل بعض القوى الأوروبية بدعوى “حل النزاع” بين الطرفين

ونتيجة لذلك النزاع الذي تدخلت فيه القوى العظمى والدول الاستعمارية الكبرى، تورطت كتيبة مصرية في النزاع من دون حول لها ولا قوة، لكنها في الوقت نفسه حققت انتصارات وبطولات استحقت عليها الأوسمة، فما هي قصة تلك الكتيبة المصرية؟

بعد أن ضربت المشكلات الصحية صفوف الجيش الفرنسي في المكسيك، خطر لنابليون الثالث أن يطلب المساعدة من سعيد باشا والي مصر، الذي قيل إنهما جمعتهما صداقة وطيدة. وبالفعل استجاب والي مصر، وأرسل له كتيبة مصرية كاملة.

وتنقسم المكسيك إلى جبال ووهاد، ووهادها تسمى الأراضى الحارة، وهي واقعة على سواحلها البحرية، ومناخها تنتشر فيه الحمى الصفراء وإذا أقام به الأوروبين أصيبوا بالحمى

كذلك كان لجيش مصر صيت واسع آنذاك بعد أن تولى محمد علي حكم مصر والسودان، وبدأ في بناء جيش قوي، وأرسل جنوده لمعارك في مناطق مختلفة من العالم، وحققوا نجاحات وبطولات بسبب تدريبهم عالي المستوى في مدارس التجنيد بالسودان،

نتيجة لذلك، اعتقد الفرنسيون أن الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة محصنون لذلك استعانت فرنسا بعساكر من أصول إفريقية، وجندتهم لهذه الحرب، خاصة من مستعمراتها الأخرى.

وبالفعل بعد أن طلبوا من الخديوي أن يمدهم بمجموعة من الجنود السودانيين والمصريين، قبل سعيد باشا مطلب نابليون، لكنه لم يرسل سوى كتيبة مؤلفة من 453 جندياً بين ضباط وصف ضباط وعسكر.

قبل خوض المعارك، وخلال رحلة السفر المضنية التي استغرقت 47 يوماً، مات 7 جنود أثناء الرحلة التي كانت بقيادة البكباشي المصري جبرة الله محمد أفندي، ووكيله اليوزباشى محمد أفندي الماسي

ورغم ذلك استمرت الكتيبة في دعم القوات الفرنسية بالمكسيك لمدة تجاوزت 4 سنوات، توفى خلالها قائد الكتيبة، ولم يبق منها سوى بعض الضباط ونحو 300 جندي تقريباً.

وقد شاركت الكتيبة في قرابة 48 معركة رئيسية خلال فترة وجودها في دولة المكسيك ، وكان الجنود مكلفين بتوفير غطاء ناري للقوات الفرنسية أثناء الانسحاب، وبالتالي كانوا من أواخر المجموعات التي رحلت عن المكسيك. وبحلول عام 1867، عادت الأعداد الباقية من المجموعة إلى فرنسا بعد جلاء الفرنسيين عن المكسيك

ووزعت الأوسمة على بعض المميزين من رجالها، ورجعت إلى مصر بحلول العام نفسه، فاستعرضها حاكم مصر آنذاك، الخديوي إسماعيل، بسراى رأس التين، وأمر بترقية عدد منهم ورغم أنهم تورطوا في معركة ليس ليهم يد فيها إلا أنهم ضربوا مثالا الشجاعة والاقدام وتحمل الظروف الصعبة.

Exit mobile version