امرأة مجهولة تُدْعَى قِطام تَرْوي بعض الروايات التاريخية أنها كانت سببا في القضاء على الإمام علي بن أبي طالب، فكيف حدث ذلك؟ فمن هي قطام أصلا؟ وما هو سبب العداء مع الإمام علي؟
الروايات الواردة لدينا في كتب التاريخ فيما يخص حادثة وفاة الإمام علي كثيرة ولكننا اليوم سنركز على واحدة منها على وجه الخصوص، ففي الثامن من شهر رمضان للعام الأربعين للهجرة شهد هذا اليوم وفاة الإمام على يد عبد الرحمن بن ملغم.
غير ذلك الحادث بعدها الدولة الإسلامية بشكل كامل وكتب نهاية عهد الخلفاء الراشدين ودخول عهد جديد تُحْكِمُ فيه الدول القوية سيطرتها على رقعة الدولة الإسلامية.
ولكن ماذا الذي حدث؟ ولما قد تسبب امرأة في إنهاء حياة الإمام؟ وماهي السلطة التي تملكها لفعل ذلك؟
تقول بعض الروايات أن السلطة التي امتلكتها قطام أنها كانت امرأة جميلة تأسر قلب الرجال وأن تدبير بن ملجم للقضاء على الإمام كان بسبب عشقه لقطام، وهذا الرواية تقول أنه وبعد نهاية معركة النهروان، ذهب الإمام إلى الكوفة، ولكن بن ملجم سبقه إليها، وكان يحب امرأة يقال لها قطام بنت الأضبع التميمي، فاشترطت عليها إن أراد خطبتها أن ينهي حياة الامام.
وكان بن ملجم ليلتها يبيت في منزل قطام، ولما سمعت الإمام يؤذن قامت إليه وهو نائم مخمور، فأيقظته وقالت: يا أخا مراد! هذا أذان علي، قُم فاقض حاجتنا. وهي بذلك تحرضه على الإمام.
ثم ناولته نصله، ودخل المسجد واستهدف الإمام قبل أن يسجد سجدته الثانية ومات الإمام. لكن هناك رواية أخرى وتروي أن سبب وفاة الإمام علي كان سياسيا في المقام الأول، فقد كان بن ملجم من شيعة الإمام علي بن أبي طالب بالكوفة، وكان الإمام يقربه ويكرمه، بل أنه شهد معه معركة صفين.
فقبل الحادث بأيام اجتمع نفر من الخوارج في مكة وتذكروا ضحاياهم في معركة النهروان الأخيرة ثم تعاهدوا على القضاء على الإمام رفقة معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وللمفارقة فلم يفلح أي منهم في مهمته إلا بن ملجم وقضى على الإمام.
ومع اختلاف الروايات التاريخية في غاية بن ملجم من القضاء على الإمام، فإن لم تقل اختلافا عندما يتعلق الأمر بــ نهايته ولكن المشهور منها أنه وبعد فعلته للإمام أُمر به واقتيد منه فمات.