دارت الحكايات عن عصا النبي موسي عليه السلام، منذ متي نزلت علي الأرض؟ وهل كانت عصا مسحورة أم أن ماحدث من وقائع بالعصا كانت معجزات ربانية، وأين ذهبت هذه العصا بعد وفاته؟ سأحكي لكم في التالي:
اختص الله عز وجل سيدنا موسي بكثير من المعجزات، وكانت حكمة الله عز وجل في ذلك أنه بعث في قوم فرعون الذين كانت تشتهر بينهم الأعمال السفلية وتسخير الجن، فأول ماعرض سيدنا موسي علي فرعون الإيمان بالله وأراه معجزاته، دعا فرعون له الحواة ليتنافس معهم يوم الزينة.
العصا المعجزة
وتُعتبر عصا موسى من معجزاته الكبرى، فقد تحولت إلى ثعبان التهم كل الثعابين التي صنعها رجال فرعون، وضرب بعصاه الحجر فانفجر منه الماء، كما ضرب بعصاه البحر فانفلق، واستطاع قومه عبور البحر الأحمر إلي سيناء للنجاة من فرعون وجنوده.
وعصا موسي عليه السلام مذكورة في الكتاب المقدس والقرآن تُشبه عصا المشي، كان يستخدمها موسى لعدة أغراض للاتكاء عليها ورعي الأغنام.
أساطير حول العصا
وتقول بعض الأساطير أن حكاية هذه العصا تبدأ منذ هبوط «آدم» من السماء إلى الأرض. فقد نزل بتلك العصا من الجنة، وبقيت في الأرضِ إلى أن سلمها الملاك جبريل إلى النبي موسى، وقيل عنها إن موسى كان يتوكأ عليها؛ أي يستعين بها في المشي والوقوف، ويضرب بها أغصان الشجر، ليُسقطَ ثمارها، فيسهل على غنمه تناوله، وأنها كانت تحدثه وتدافع عن أغنامه حينما يهاجمها سبع أو ذئب!!
عصا موسى في القرآن
بينما تأتي العصا في القرآن باعتبارها معجزة من معجزات الله التي خص بها النبي موسى عليه السلام .فالظهور الأول لهذه المعجزة في القرآن الكريم، ارتبط بسؤال موجه من الله لنبيه عن تلك العصا التي يحملها بيمينه، ليجيب موسى أنها مجرد عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى، هنا يطلب منه الله أن يلقيها على الأرض ليرى من تلك العصا أمرا جديدا غريبا لا يتوقعه.
في تلك اللحظة تخلت العصا عن مادتها الصلبة ودبت الروح في ذراتها وأصبحت حية حقيقية تسعى، في أول الأمر خاف موسى وابتعد عنها، إلا أن الله طمأنه ، وأمره بأن يقترب منها ولا يخف فسوف تعود لسيرتها الأولى مجرد عصا، لتكون تلك المعجزة رسالة تأييد من الله لنبيه أمام الفرعون بعد ذلك.
المصير الغامض للعصا المعجزة
أما عن مصير هذه العصا بعد موت سيدنا موسي فهناك الكثير من التكهنات حول ما حدث لها؟البعض ادعي أنها دفنت مع موسي، وآخرون قالوا إنها حرقت عندما نسف سيدنا موسي عجل السامري الذي صنعه لليهود ليعبدوه أثناء غيابه.
بينما تدّعي وثيقة في آيا صوفيا في إسطنبول بتركيا أن عصا موسى هي نفسها المعروضة اليوم في قصر توبكابي، ويقال أن السلطان سليم الأول (1512-1520) نقلها إلى قصر توبكابي بعد غزو مصر عام 1517.
أما عصا موسي عند الشيعة فقد ورد في كتاب الكافي قول منسوب لجعفر الصادق يقول: «عصا موسى عندنا وألواح موسى عندنا ونحن ورثة النبيين.»!!وما زال السؤال مستمرا .. هل عصا موسى موجودة أم اختفت برحيل صاحبها ؟