لم يكن مجرد شاهد على ثورة الجزائر وإنما كان له دور كبير في استقلالها وبذل كل جهوده من أجل تحرير الجزائر رغم تعرضه للإبعاد ..أحبه الجزائريون واعتبروه رمزا شعبيا صامدا عبر الزمن، وتتلمذ على يده آلاف الشيوخ في علوم الدين والشريعة فهو واحد من أبرز علماء الجزائر والشريعة الإسلامية، إنه الرمز الجزائري الشيخ محمد الطاهر أيت علجت الذي رحل عن عالمنا أمس عن عمر يناهز 106 عاما، نستعرض لكم أبرز محطات حياته في التقرير التالي:
رحل واحد من أبرز شيوخ الجزائر وعلمائها مساء الثلاثاء 13 من يونيو .. وهو الشيخ محمد الطاهر آيت علجت وذلك بعد عمر ناهز 106 عاما.
حيث تدهورت حالته الصحية في الفترة الأخيرة في إحدى المستشفيات .وكان الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون أوصى رئيس الشؤون الدينية بالاطمئنان عليه في الفترة الأخيرة وزيارته باستمرار، وهو ماحدث حتى رحل العالم الكبير ويتم تشييعه اليوم مخلفا حزنا كبيرا في العالم العربي على واحد من أبرز علمائه.
من هو الشيخ محمد طاهر
ولد الشيخ محمد الطاهر آيت في ولاية بجاية والتي تقع في منطقة آيت عيدل شرق الجزائر في العام 1917 حفظ القرآن الكريم منذ أن كان صغيرا ودرس علوم الفقه المختلفة.
حضر ثورة الجزائر وكان من المقاومين في تلك الفترة ضد الاستعمار الفرنسي والتي بدأت عام 1954 وحضر العديد من المواقف البارزة لأهل الجزائر وكان شاهدا عليها أثناء تلك الثورة .
وشعر بالاستياء من الاستعمار الذي قام بإزالة زاوية سيدي أحمد بن يحيي عام 1937 والتي كان يقدم فيها الشيخ محمد دروس تعليم القرآن واللغة العربية واعتبرها جيش الاستعمار أنها تدعو للتظاهر ضدهم والتي تأسست في القرن التاسع الهجري فقام بإزالتها
حياته المهنية
وسافر إلى تونس في عام 1957 لتولي منصب القضاء في كتيبة الجيش بأمر من العقيد عميروش، وكان يتولي فصل الخصومات والإشراف على الطلاب الجزائريين الذين يدرسون في تونس .
ثم سافر إلى طرابلس في غرب ليبيا وعين عضوا في مكتب جبهة التحرير وساعد في تحرير الجزائر .وبعد الاستقلال عمل في التعليم الديني الثانوي.
وبعد تقاعده تفرغ للعمل الديني وذلك في عام 1978 ومن المعروف عنه أنه ابتعد تماما عن السياسة أو الانخراط فيها وفضل تماما التفرغ للعلوم الدينية ودراسة الشريعة الإسلامية ، الأمر الذي أكسبه شعبية كبيرة في الجزائر خصوصا أنه تفرغ لعلوم الدين ومساعدة الناس .
تعرض للنفي
واجه الشيخ محمد العديد من الأزمات بسبب مساندته للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وكان مراقبا من فرنسا التي أصدرت عام 1948 قرارا بنفي الشيخ من مدينة ثامقرة ..ووقتها حاول طلابه ومؤيدوه أن يتصرفوا تجاه هذا القرار وأرسلوا وفدا إلى قائد الدوار في ذلك الوقت المسؤول عن تنفيذ القرار لكنه أخبرهم أنه ليس بيده شيئا .
واستقبل الشيخ قرار النفي بصدر رحب وابتسامة وصبر وتم نفيه لمدة عام كامل إلى زاوية سيدي سعيد في مدينة صدوق لكن أهل الزاوية رحبوا به واعتبروا وجوده بينهم بركة كبيرة.
تفرغ لعلوم الدين
وللشيخ محمد مؤلفات عدة في علوم الدين والشريعة ..وعمل في السنوات التالية لتقاعده خطيبا للجمعة وواعظا دينيا في مسجد الغزالي بحي حيدرة وهو من الأعضاء البارزين لرابطة الدعوة الإسلامية بالجزائر، ليبقى رغم رحيله واحدا من العلامات البارزة في تاريخ الجزائر .