قد ترفع أعلامها عاليا لأنك تحب جمال عاصمتها، أو لأن تحب واحد من أبرز لاعبى كرة القدم في العالم فتشجع منتخب بلادها بقيادة كرستيانو رونالدو، إلا أن العلم البرتغالي يسجل قصة حزينة للمسلمين مستمرة منذ نحو 580 عامًا.. ما هي قصة القلاع والنقاط الزرقاء في علم البرتغال؟
البرتغال هي أقصى دول أوروبا باتجاه الغرب، ويحدها المحيط الأطلسي إلى الغرب والجنوب وإسبانيا من الشمال والشرق، إلا أن في مقابلها من اتجاه قارة إفريقيا تقع دولة المغرب.
سيطرة المسلمين على أراضي البرتغال ترجع إلى عام 714، حيث وصل المسلمون إلى لشبونة، بقيادة طارق بن زياد، حيث انتصر طارق على الفايكنج (رجال الشمال)، الذين يعدون من أشرس شعوب العالم القديم، وكانوا زحفوا من اسكندينافيا، إلى ألمانيا، إلى فرنسا، إلى الأندلس.
وفي عام 1013، سقطت الخلافة الإسلامية من عاصمتها قرطبة، وتفرقت إلى دويلات، وبدأ عصر ملوك الطوائف، وحكم لشبونة المتوكل بن الأفطس، ثم أولاده وأحفاده.
وفي عام 1174، في عهد الوالي محمد بن هود، احتل لشبونة ألفونسو هنريك، وكان بابا الفاتيكان قاد تحالفا للمسيحيين في أوروبا ضد المسلمين، وفي نفس الوقت الذي أبحر فيه صليبيون إلى القدس لتحريرها من المسلمين، أبحر صليبيون من بريطانيا إلى الأندلس لتحريرها من المسلمين.
ليتحول ألفونسو هنريك، والذي يلقّبه البرتغاليون بـالفاتح أو المؤسس أو العظيم ويعرف في الروايات العربية باسم ابن الرَّنك أو ابن الرَنْق أو البرتقالي، إلى أول ملك للبرتغال بعدما استقلّ سنة 1139م عن التبعية لمملكة ليون، وكانت انتصاراته على المسلمين هي سبيله لمضاعفة مساحة مملكته الجديدة.
ومع انتصارات “هنريك على المسلمين في الأندلس، حمل العلم البرتغالي علامات مميزة تخلد هذه الانتصارات، حيث تم وضع سبع قلاع على أطراف الدرع داخل العلم، تمثل قلاع ملوك الطوائف المسلمين الذين هزمهم المسيحيين.
كما أنه يوجد 5 علمات زرقاء داخل الدخل، تقول المراجع التاريخية أنها رمزًا للملوك المغاربة الخمسة الذين هزمهم ألفونسو هنريك خلال معاركه للسيطرة على الأندلس وبناء مملكته الجديدة.
ليحكي العلم البرتغالي قصة حزينة عن هزيمة المسلمين وطردهم من الأندلس، بل تحكي كل قلعة من القلاع السبعة، قصتها الخاصة ومأساتها بعد سقوطها في يد رجال ألفونسو هنريك.
المثير أن بعض هذه القلاع مازالت قائمة حتى وقتنا هذا فهناك قلعة مارفاو التي بنيت كحصن حدودي في أواخر القرن الـ13 لصد الغارات الإسبانية وقد تم الحفاظ عليها بشكل جيد حتى وقتنا الحالي.
وقلعة موروس أو قلعة المغاربة في مدينة سينتر الخضراء، وقد بنيت القلعة أواخر القرن الثامن وكانت معقل استراتيجي هام للمغاربة حتى عام 1147.
قلعة سيلفس هي أكبر قلعة في مقاطعة الغارف جنوب البرتغال فضلاً عن كونها أبرز مثال على البناء العسكري الإسلامي في البلاد، وقد اتخذ المغاربة مدينة سيلفس مقراً لهم ودعموها ببناء هذه القلعة الغير قابلة للاشتعال.
كل هذه الحوادث في الأندلس وما تلاها من عقاب جماعي لكل فرد مسلم، تستدعى التساؤل بعد نحو 850.. هل يجب أن نكون حذرين في رفع علم البرتغال وما يمثله من خزلان للعرب والمسلمين، أم أنه تاريخ وماضي مظلم يجب أن ننساه؟