حقائق عن حياة هارون الرشيد وكيف كانت نهايته

هل حكم ذلك الخليفة عهدين في توقيت متزامن؟ وكيف قرر الراقصون محاكمته على مرأى ومسمع من المسلمين؟
وما أسرار العشق والهوى التي عاشها ذلك الخليفة بعيدا عن رعيته؟ وإذا كانت تلك نهايته الحقيقية.. فهل ستجد من يصدقها بعد عمليات الاستهداف؟

إنه صاحب عهدين أحدهما سري والآخر معلن صدر بشأن عهده السري عليه حكمٌ شديد، لكن المسلمين في عهده نالوا من خيراته المزيد ، إذا ذكر اسمه يوما تاهت العقول بين رفضٍ وتأييد ولطالما تناسى أصحاب أقلام استهدفته أن له من اسمه نصيب إنه بطل حكايات العشق وواعظ الحكام «هارون الرشيد» فما حقيقة بطولات قصص الهوى والولع بالحريم التي تصدرها هذه الخليفة؟

مجالس الطرب الخيالية

لمجالس الندماء لذة وللطرب الجميل آذان تسمع ، ورؤوس عند سماعه تتمايل في تلذذ ، ويجلس الخليفة وهو رأس الدولة وعمودها.
يسمع ما يشاء من الأغاني وأمامه الجميلات الحِسان ، تتمايل إحداهن وتردد أخرى أعذب الألحان، ولما لا . الخليفة بيده مفاتيح كنوز الذهب.
وليس من حق محكوم أن يحاسب حاكما حتى وإن كان عقله قد ذهب، إنه الحاكم بأمره الذي يأمر فيُطاع ومن عارضه فسيراه أهله بمشهد الوداع أما الكؤوس والأقداح فمن حق الخليفة أن يجلس لتوزيعها على الجلساء في الليالي الملاح.

سلطان زمانه

« ولا هارون الرشيد في زمانه»..أصبحت تلك العبارة مثلا وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها في وصف أي مظاهر للترف .. حيث اعتاد الناس الربط بين تلك المظاهر وبين حياة الخليفة هارون الرشيد وكأن الرشيد بعهده قد ترك الحكم والمسؤوليات والتحديات التي أحاطت به جميعها ولم يتفرغ إلا للرقص والطرب، صورة مغلوطة أذكاها صناع الدراما ومؤلفو الحكايات الشعبية عن ذلك الرجل .. لكن ما هي حقيقته؟

تحديات أمام قصر الخليفة

لم تكن أبدا تلك حقيقة الرشيد وما كان ينبغي لها أن تكون كذلك فقد واجه الرجل تحديات لم يواجهها حاكم شاب تولى المسؤولية في مثل سنه.

جلس الرشيد يوما يدير شؤون دولته وقد وصلته رسالة من فقيه كبير، تحمله مسؤولية الأخطاء التي وقع فيها البرامكة وحذره ذلك الفقيه، بأنه في حالة تجاوزه عن أفعالهم سيحاسبه الله يوم القيامة على مسؤوليته بما يستحق.. وصادفت رسالة الفقيه أفعالا ارتكبها البرامكة وأكدت صدقها.

فقد فعلوا الأفاعيل وأصبحت دولة الرشيد في خطر شديد، حتى قرر إنهاء أزمتهم وتأديبهم بعد مظاهر الترف التي عاشوها.. وكان الرجل قد واجه قبلهم تحديات أشد صعوبة برفض العلويين لولاية الدولة العباسية.

صعوبة المشهد الأخير

أصبح هارون الرشيد بذلك وكأنه قد حكم عهدين عهد للطرب والرقص، وهو ما لم يثبت عليه دليل.. وعهد آخر من التحديات في مواجهة البيزنطيين والعلويين والبرامكة.. وكان العهد الأخير هو عهد العلوم والثراء الفكري وتبادل ثمار الحضارات بتعدد علاقات الدولة في عصرها الذهبي.. فعنى الرجل بالعلوم والترجمة والثقافة.

الذي لا يدركه كثيرون أن هارون الرشيد كان بطلا للعشق فعلا ولكنه عشق العلوم والعلماء ولم يكن لدى الرجل وقت للوقائع المختلقة التي ألفها أعداؤه بحقه ، وحينما حلت ساعة نهايته استشعر الرجل دنو أجله.

في تلك الساعة أصدر الرشيد أمره الأخير بحمله إلى مدفنه، ونظر إلى من حوله تاليا : ما أغنى عني ماليه؟ ثم نظر إلى السماء داعيا: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه..
هكذا كان حكم الرشيد الحقيقي، ونهايته التي تغافل عنها المؤلفون فهل أنصف صناع الدراما الرشيد أم أنهم سيظلون باحثين عن صياغة حبكة مثيرة بعيدة تماما عن التاريخ؟

Exit mobile version