القوم الجبارين الظالمين يرسلهم الله عبرة وعلامة. لعل أشهر قصة هؤلاء الجبارين هي قصة عوج ابن عنق والتي تحمل من الغرائب الكثير وفي النهاية نسأل هل هي قصة حقيقة؟ أنا .. وسنعرف الحقيقة في نهاية التقرير التالي.
من هو عوج ابن عنق
قيل ابتلى الله قوم موسى بجماعة من العمالقة الجبارين المرعبين، لكن أقوى من فيهم هو عوج ابن عنق والذي حارب سيدنا موسى نفسه.
كانت أمه من ذرية آدم اسمها عناق بنت آدم ولدتها حواء فتاة وحيدة وليست توأم كعادة حواء وكانت مشوهة برأسين وكانت من المفسدين وأول من فعلت الفاحشة في الأرض وأفسد وأصبحت حامل بعد ممارسة الرزيلة وأنجبت عوج ولم تعرف من هو والده بسبب علاقاتها الكثيرة.
أصبح عوج أضخم إنسان في البشرية، فكان طوله ثلاثة آلاف ذراع وبلغ من الطول والقوة بأنه يصيد الأسماك العملاقة بيده من البحار ويرفعها ويطهيها بحرارة الشمس ويأكلها ويشرب من السحاب.
كان كافرا بالله وتناقضت الأقاويل فقيل إنه عاش من زمن نوح وكان فخورا بقوته ويخالف الأنبياء ويعاديهم وسخر من سفينته ولما أرسل الله الطوفان طلب من نوح الركوب معه فرفض نوح، وقال لم يأمرني الله فامسك في مؤخرة السفينة وكان الكافر الوحيد الذي نجا، بينما قيل إن الطوفان بلغ ركبتيه بسبب طوله المفرط.
وقالت أساطير أخرى إن سبب النجاة هو أن نوح كان يحتاج الخشب فحمل له الخشب الضخم لبناء السفينة من الشام فأنقذه الله وعاش ضمن القوم العمالقة الجبارين في سيناء وفلسطين، ثم عاش 3000 سنة حتى عاصر سيدنا موسى وقومه.
وأمر الله قوم موسى دخول الأرض المقدسة سيناء وإخراج من فيها من العمالقة المفسدين وخاف قومه، فقالوا (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) صدق الله العظيم. فعاقبهم الله بالتيه 40 سنة في أرض سيناء.
وعلم عوج بأمر الهجوم عليه وعلى قومه فثار على قوم موسى وكان سبب هلاكه هو قراره بتدمير المنطقة التي يعيشوا فيها وكانت مساحتها فرسخين في فرسخين، فقطع جزء من الجبل بحجم المنطقة ورفعه على رأسه ليرميه عليها ومحوهم فأرسل الله طيرا تنقر الحجر حتى وقع على رأسه وكسر عنقه وعلم موسى الخبر وخرج وضربه بعصاه فأصاب كعب قدمه.
بسبب الغرائب والعجائب التي تحملها هذه القصة أجمع العلماء على أن قصة عوج أسطورة تحمل الأكاذيب لما فيها من مخالفة للعقل والمنطق مثل أن طوله 3000 ذراع ويشرب من السحاب والنبي قال إن طول سيدنا آدم 60 ذراعا وطول نسله ينقص مع اختلاف الأجيال فكيف لرجل بعد آدم يكون بهذا الطول، وكيف نجى والله أهلك كل من كان خارج سفينة نوح، والغريب كيف يكون عاش منذ زمن نوح حتى زمن موسى؟
أنكر بعض المفسرين مثل الطبري والقرطبي وابن كثير القصة، بينما قال بعض المفسرين حديثا إن القصة هي أسطورة تأثرت بأساطير اليونان. وأنت في رأيك هل قصة عوج ابن عنق حقيقة أم محض خيال؟