حكاية القديس سمعان الخزاز مع المعز لدين الله الفاطمي وكيف نقل جبل المقطم بسجدته

ماذا سيكون رد فعلك أذا استيقظت يوماً ما ووجدت جبل المقطم قد انتقل من مكانه ليستقر مثلاً في منطقة حدائق الاهرام.. بالطبع لن تصدق ما حدث وستظل تفكر كيف وقع هذا وربما ذهبت لموقع الجبل الجديد وشاهدته عيانا ثم أنكرت الواقعة.. هذا ما حدث في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله .. فمن قام بهذه الواقعة وماهي القصة

المعجزات الدينية عادة ما تكون متواجدة في كافة الأديان السماوية وغير السماوية بصفة عامة فهذا موسي يشق البحر بعصاه تارة ويلقيها فإذا هي حية تسعي تارة أخرى وهذا المسيح عليه السلام يشفي الأكمه والابرص وييحي الموتي بإذن الله تعالى وهذا هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزتة القرآن وشق القمر ، ولأتباع الأنبياء أيضا معجزاتهم ومن بينهم رجل قام بنقل جبل في لمحة عين كما تقول الكثير من الروايات المسيحية وهو جبل المقطم.

سمعان الخراز رجال من رجال الدين المسيحي وهو أحد قديسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكان رجلا تقيا صالحا يعمل في دباغة الجلود وإصلاح الأحذية في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله .

ويذكر كتاب «السنكسار»، وهو كتاب معتمد من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويحوى سير القديسين والشهداء قصة نقل جبل المقطم علي يد سمعان الخراز وذلك فى عهد قداسة البابا إبرام بن زرعة البطريرك الثانى والستين من بطاركة الكرازة القبطية الارثوذكسية حيث تمت معجزة نقل جبل المقطم .

وجاء في كتاب ” السنكسار ” انه كان يوجد وزير في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمى يدعي يعقوب بن كِلِّس،وكان يكره المسيحين ، وعندما قرأ الكتاب المقدس وجد اية به تقول (لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل).

وعندما قرا الآية اقترح يعقوب على الخليفة استدعاء البطريرك ليقيم الدليل على صدق قول الإنجيل، وطالب الخليفة من البابا ابرام بالدليل لاثبات هذة الاية ، فأوعز إليهم ان ينقلوا بايمانهم جبل المقطم لانه كان يكتنف القاهرة وإذا تم نقله ستصير القاهرة أوسع ، ورد عليه البابا ابرام بان يعطيه مُهلة 3 أيام حتي يجتمع فيها مع الأساقفة والرهبان القريبين وقرار ان يصوم الشعب القبطي 3 ايام حتي تتحقق المعجزة .

وأضاف السنكسار أنه في فجر اليوم الثالث ظهرت العذراء للأب البطريرك واعلمته عن إنسان دَبَاغ قديس اسمه سمعان، سيُجرى الله على يديه هذه المعجزة، ثم أخبروا الخليفة المعز استعداده لنقل الجبل .

ووقف البطريرك ومعه جموع الأقباط ومعه القديس سمعان الخراز وفي الجانب آخر، الخليفة المعز ووزيره يعقوب ثم صلى البطريرك والمسيحيون الذين معه وسجدوا ٣ مرات قائلين (كيرياليسون… يارب ارحم) وكان عندما يرفع البطريرك والشعب رءوسهم بعد كل سجدة يرتفع الجبل، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض، وإذا ساروا سار أمامهم .

واستكمل كتاب “السنكسار” أنه عندما رأي الخليفة ذلك هتف قائلًا (عظيم هو الله وتبارك اسمه، لقد أثبتم أن إيمانكم حقيقى حى، فاطلب ما تشاء وأنا أعطيه لك) فلم يقبل البطريرك أن يطلب شيئًا، ولما ألح عليه طلب تعمير الكنائس، خاصة كنيسة القديس أبوسيفين بمصر القديمة، وبالفعل تم له ما طلب.

وعقب ذلك قررت الكنيسة الصوم 3 ايام تذكارا لمعجزة نقل جبل المقطم، فاضيفت الي صوم الميلاد ليصبح ٤٣ يوما ، يصومها الاقباط حتي يوم ٧ يناير .

وفي الختام هل تعتقدون أن تلك المعجزة هي معجزة حقيقية وقد وقعت بالفعل في زمن المعز لدين الله الفاطمي أم أنها مجرد مرويات ساهم في صناعتها وتقويتها أيام كل طائفة الشديد بمعتقداتها المتوارثة وهل يوجد في يومنا هذا من يستطيع إعادة جبل المقطم لموقعه الأول إن صحت الرواية.. في كافة الأديان حكايات مشابهة لذلك سنتصيدها لكم بين الحين والآخر.

Exit mobile version