ليس لها نصيب من اسمها، فيتسم أهلها بالنشاط والعمل الجاد، قرية “كمّل نومك” السودانية، مركز هام للتجارة والصناعة.. فما قصة هذا الاسم؟
قرية “كمّل نومك” جذب اسمها الكثير من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، فهو اسم غريب لقرية، واعتقد البعض أن لها نصيب من اسمها وأنها وطن للكسالى والراغبين فى الراحة، مما جعلها تدخل فى إطار كوميدى لدى المعلقين على اسمها.
وتقع قرية “كمل نومك” شمال مدينة المناقل، إحدى مدن ولاية الجزيرة، أكبر المدن الصناعية بالسودان، وهي أكبر قرية في المدينة من حيث عدد السكان، وتبعد ما يزيد عن مائتي كيلومتر من العاصمة السودانية الخرطوم، وتعج بالنشاط التجاري إذ تضم أهم قناة للري في السودان، ويعتمد أغلب سكانها علي التجارة والزراعة.
وتمثل القرية صمام الغذاء في السودان تزرع فيها المحاصيل الاستهلاكية من قبيل القمح، الفول، ويعرف أهلها بالعمل الجاد وأنها تضج بالنشاط لا تعرف الكسل ويرفض أهالي القرية بشدة صفة الكسل التي تلصق عادة بسماع اسمها، ويتسمون أيضًا بالترابط والتكافل في السراء والضراء، حيث تمثل نسيجاً اجتماعيًا مترابطًا برغم من تعدد القبائل.
ويعد الكرم من أهم مميزات القرية، حيث يقوم أهالى “كمل نومك”، بتشريع أبواب المنازل للقريب والبعيد من باب كرم الضيافة.
ويؤكد أهل القرية أن التسمية جاءت مرتبطة بالأمان الذي لطالما تمتعت به القرية، وما تمثله من ملاذ آمن لأبناء القرى المجاورة الذين يستطيعون أن يقصدوها والاستراحة فيها من دون قلق.
وتعود التسمية تعود إلى زمن “جدّ القرية ومؤسسها، قبل قرون، فكان فارساً ويملك أكثر أراضيها، وقد اتسمت هذه القرية في عهده بالأمان، في حين كانت القرى المجاورة تعاني من عمليات نهب وخطف، ووسط تلك الظروف، راح يستضيف فيها الفارين من تلك الحوادث، ومن هنا كانت تسمية كمّل نومك، أيّ نم قرير العين، فلن يصيبك أي مكروه.
أغرب أسماء مدن السودان ودلالاتها
أسماء مدن السودان وقراها وأحيائها تحمل دلالات اجتماعية وثقافية وتاريخية وبعضها جغرافية، فبعضها مقتبس من أسماء حيوانات أو نبات أو أشجار أو حشرات، إلى جانب تلك التي تأتي باللهجات المحلية لأهل المنطقة المحددة، أو تيمّناً بشخصيات بعضها أجنبية عاشت في البلاد في ما مضى وارتبطت بحدث معيّن.
فمدينة كوستي مثلاً، ترتبط تسميتها بتاجر يوناني كان يُدعى كوستينوس، أما مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، فتعني بلغة قبيلة الداجو التي تقطن المنطقة “مكان الأنس أو المسرح”.
بالنسبة إلى عاصمة البلاد، الخرطوم نفسها، فقد اختير اسمها نظراً لشكل الأرض الضيّق الذي يقسمه النيل في مجريَيه الأبيض والأزرق، قبل أن يلتقيا معاً بتشكيل يشبه الانحناء ويأخذ شكلاً شبيهاً بخرطوم الفيل.