هو من هو ؟ فقد حير العالم بذكاءه ودهائه ومكره ، أحياناً تجده رئيساً للجمهورية وأحياناً أخري خطيبا لمسجد أو سائق أو شيال وربما صحفي وكذلك بواب منزل أنه محمد أنور السادات الرئيس المصري الراحل بطل الحرب والسلام الذي لم يتورع أن يصبح وسيطا لانتقال لاعب كرة قدم من نادي مصري إلي أخر سعودي فما هي قصة قيامه بنقل أمين دابو من الإسماعيلي المصري إلي الأهلي السعودي وكم كان مبلغ الإنتقال..
السادات توسط لإعادة دابو إلي أهلي جدة
كان الرئيس السادات من أذكي شخصيات عصره إن لم يكن أذكاها فقد حرص كل الحرص على كسب مودة الأشقاء العرب ودعم روح الإخوة والصداقة بين مصر وكافة الدول العربية خاصةً المملكة العربية السعودية حتي وإن تم ذلك من خلال توسطه لإعادة لاعب كرة قدم يعشقه الجمهور السعودي إلي نادية بالسعودية.
وإذا قررنا أن نعود بالذاكرة إلى عام 1976، عندما كان يتألق اللاعب السعودي أمين دابو بقميص النادي الإسماعيلي المصري، وفي نفس الوقت، تولى المدرب البرازيلي ديدي، وهو أحد أفضل المدربين الذين مروا على الكرة السعودية في التاريخ، تدريب فريق الأهلي السعودي.
رفض مجلس إدارة النادي الإسماعيلي إعادة دابو لحاجتهم له
وبمجرد توليه منصب المدير الفني لنادي الأهلي السعودي طلب ديدي من مسؤولي الفريق ضم أمين دابو من صفوف الإسماعيلي، وبالفعل بدأ مسؤولي الفريق الجداوي في التحرك، من أجل ضم اللاعب المميز ومخاطبة مجلس إدارة الدراويش من أجل إتمام إجراءات إنتقال اللعب عقب التوصل إلي انفاق مالي بين الناديين لتسهيل وتسريع الصفقة المحببة والمفضلة لجماهير الأهلي السعودي.
تحرك مسؤولي الأهلي وعلى رأسهم الأمير عبد الله الفيصل، والأمير محمد العبد الله الفيصل، والأمير عبد الله بن فيصل، في عهد مجلس إدارة النادي برئاسة خالد بن عبد الله.
طالب الأمير عبدالله الفيصل من السادات إعادة دابو فوافق على ذلك
الأمير عبد الله الفيصل تحدث مع النادي الإسماعيلي بشكل رسمي، من أجل ضم أمين دابو، ولكن مسؤولي الدراويش رفضوا فكرة رحيل اللاعب عن صفوف فريقهم، نظرًا لاحتياج الفريق لخدماته خاصة وأنه كان من أهم اللاعبين في صفوف الدراويش أن لم يكن أهمهم على الإطلاق.
ولكن في مناسبة حضرها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، تواجد فيها الأمير عبد الله الفيصل، وطلب التدخل من جانب السادات من أجل ضم دابو لصفوف الأهلي.
الرئيس المصري لم يتأخر، وتحدث بالفعل مع مسؤولي النادي الإسماعيلي، وطلب منهم انتقال أمين دابو إلى الأهلي السعودي، ولم يتردد مسؤولي الدراويش في تلبية طلب أنور السادات نظرًا لمكانته الكبيرة، وحدثت الصفقة بالفعل.
دفع أهلي جدة 600 ألف دولار للإسماعيلي لإعادة دابو
الصفقة كانت تحت إشراف الأميران محمد العبد الله الفيصل والأمير عبد الله بن فيصل، لتتم الصفقة الأكبر على مستوى الشرق الأوسط وقتها، حيث وصلت إلى 600 ألف دولار للنادي المصري.
هي واحدة من الوقائع التاريخية النادرة، التي يتدخل فيها رئيسًا لدولة من أجل إتمام صفقة انتقال لاعب من صفوف فريق إلى فريق آخر.
وفي الختام ماذا كان سيحدث إن كان هناك رئيسا أخر غير السادات في المنصب بالتأكيد كانت ستفشل الصفقة فشل ذريع وتتكدر معها علاقات البلدين.