داحس والغبراء..أسرار أخطر المواجهات التي حدثت بين أبناء العرب واستمرت أربعين سنة

هي واحدة من أخطر المواجهات التي حدثت بين أبناء العرب واستمرت أربعين سنة فقد فيها أعداد كبيرة من أطراف المواجهة أرواحهم.. ولم يكن يعلم أحد أنها بدأت لسبب غريب.. فكيف بدأت تلك المواجهة؟

سميت هذه المواجهة بـ «داحس والغبراء»، أما داحس فكان حصانا يملكه «قيس ابن زهير»، و «الغبراء» فرس مملوك لـ «حمل ابن بدر»، ولقد كان هذا الحِصانان سببا في تلك المواجهة التي أربكت بلاد العرب .. فكيف تم توريط حيوانين لا حول لهم ولا قوة في تلك المواجهات؟؟؟

المسافة المحددة للسباق تمتد أياما

جلس «قيس» (مالك الحصان داحس) مع «حمل» (مالك الغبراء» واتفق الاثنان على جائزة قدرها مائة ألف من الإبل لمن يسبق فرصه الآخر ولقد كانت المسافة المحددة للسباق تمتد أياما بين مناطق صحراوية وغابات لكن «حمل» كان قد لجأ إلى أسلوب غير شريف في السباق.

خاف «حمل» على فرسه الغبراء وخشي أن يسبقها داحس ويخسر الجائزة الكبرى من الإبل وأصدر صاحب الغبراء أوامره إلى عدد من رجاله بأن يمنعوا تقدم الحصان «داحس» في السباق.. وبالفعل نفذوا مخططهم وبدأت الغبراء تتقدم في السباق على «داحس».

ظهور الخطة إلى العلن

ظهرت تفاصيل الخطة التي تسببت في تقدم الغبراء في السباق.. ومن بعدها بدأت المواجهات تتصاعد بين «عبس» و «ذيبان» وهي المواجهات التاريخية التي عرفت باسم «داحس والغبراء.. وأصبح من بين أطراف المواجهة المتواصلة الفارس «عنترة بن شداد» بحكم انتمائه إلى قبيلته «عَبْس».

الحصان المتقدم يتأخر فجأة

كان بعض حكماء القوم قد حاولوا احتواء الموقف بإجراء تحقيق في أسباب تقدم الغبراء ومحاولة تعطيل «داحس» أثناء السباق لكن المتورطين في تعطيل الحصان أنكروا أن يكون لهم أدنى صلة بتراجع مستواه أثناء ذلك السباق ذو المسافات الطويلة. خصوصا وأن «داحس» كان حصانا قويا مؤهلا لتلك المواجهة الصعبة لكن تأخره عن حسم السباق حدث في اللحظات الأخيرة منه.

أصعب المواجهات في أيام العرب

ودخلت مواجهة «داحس والغبراء» في التاريخ العربي في مسمى المواجهات التي عرفت باسم «أيام العرب».. لكن خطورة تلك المواجهة تحديدا تعود إلى أن مسمى «عبس»، لا يعني قبيلة واحدة فهو اسم يعني عدة قبائل مشتركة..

اقتصاديا أثرت مواجهات «داحس والغبراء» على العرب تأثيرا كبيرا فقد أدى انشغالهم بتلك المواجهات وسقوط الآلاف فيها عن أي إنتاج فلم ينتجوا ناقة واحدة وأصبحت الزراعة بالنسبة لهم «في خبر كان» فضلا عن صعوبة الزراعة في تلك البيئات الصحراوية.

عمليات الاستهداف المفاجئ

قيل بأن قبيلة عبس أتبعتها المواجهات وعمليات الاستهداف المفاجئ وطلبت وساطة لوضع حد لها.. لكن بقيت «داحس والغبراء» من أشد المواجهات غرابة في أيام العرب.. وهي مواجهة ما كان لها أن تحدث لو حكم اطرافها العقل.. فهل تعتقد أن الخلاف بين صاحبي الحصانين أثناء السباق الأول كان سببا كافيا لاندلاع تلك المواجهات.

Exit mobile version